حين أُفكّر في الأمر قليلا أجد أنّ أفكارا عظيمة وخطيرة قد كُتبت..
تخيّلوا معي، كلّ القيادات والقواعد العسكريّة في كلّ الجيوش يكتبون ليلا لحبيباتهم خوفا من الموت، ورغبة في العودة وممارسة الجنسِ حتّى الفناء. يأتي الصباحُ ويتجّه الجميعُ نحو جبهات القِتال، كلّ حسب موقعه ورتبته، ليقاوموا من أجل البقاءِ ولتغذّي الرسائلُ التّي بلغتهم حماسهم وخيالهم..
أحدهم كتب حتما: '' لو عدتُ حيّا ، سأقتلكِ حبّا& ... سبعُ مليار رسالةٍ تبادلها جنودُ الحرب العالميّة الأولى مع أحبتّهم على مدى أربع سنوات..
حين أُفكّر في الأمر قليلا أجد أنّ أفكارا عظيمة وخطيرة قد كُتبت..
تخيّلوا معي، كلّ القيادات والقواعد العسكريّة في كلّ الجيوش يكتبون ليلا لحبيباتهم خوفا من الموت، ورغبة في العودة وممارسة الجنسِ حتّى الفناء. يأتي الصباحُ ويتجّه الجميعُ نحو جبهات القِتال، كلّ حسب موقعه ورتبته، ليقاوموا من أجل البقاءِ ولتغذّي الرسائلُ التّي بلغتهم حماسهم وخيالهم..
أحدهم كتب حتما: '' لو عدتُ حيّا ، سأقتلكِ حبّا''
أحدٌ آخر لا علاقة له بالحبّ أبدا، يكتبُ إلى عاهرة تعطفُ عليه بسبب وحدته وتراسله كلّما أتيحت لها الفرصة: '' سأعود حيّا لأضاجعكِ دون شفقة في المطبخ وفوق السرّير وعلى كرسيّ في الحانة الرخيصة، في الحقول والشوارع الرئيسيّة والأزقّة المُتفرّعة. ستصرخين كأمّ أتاها خبرُ وفاة إبنها في جبهات القتال، أشتقاكِ أيّتها العاهرة وأحنّ إلى الشوارع التّي لطالما تُهنا فيها سويّة''
جنرال قويّ الشخصيّة، يهابُه الجميع ولا يتجرّأ أحد على مناقشته، يختفي في خيمته كلّ ليلة، يسحب أوراقا بيضاء ويكتبُ: '' أحنّ إلى الأطفالِ، إلى غرفتنا، إلى عطركِ الذّي أحتاجهُ لأنسى رائحة الحرب المقرفة، كلّما اقتحمني الحنينُ أتخيّل أنّنا معا، تتسلّل يديّ إلى جسدك الرقيق من فتحة فستانكِ الأسود، أقبّلكِ بعنفٍ، أتوه في عنقكِ وأستفزّ أنوثتك بدهاء جنرلات الحرب، حين أضع أصابعي على حلمتيّ صدركِ.. أحنّ كثيرا إليكِ.. إلى أن نلتقي ذات ليلٍ.. قبّلي الأطفال كثيرا''
سافرت ملايين الأحلام والأوهام والشهوات لتؤكّد أنّ الإنسانَ ذاته الذّي يقتلُ ويخرّب، يحبّ ويشتاقُ..
يقعُ كلّ هذا في عصرنا أيضا، يتبادلُ العشّاق الرسائل في وسائل التواصل الإجتماعيّ، كثيرا ما تُختصرُ الشهوة في صُورٍ جريئة خاصّة، تُقلّص المسافة التّي تفصل بينهما وتقصّر ليلهما الذّي لا يكادُ ينتهي..
ليس ذنب الناسِ أيّها الناسُ..
ليس الجنس جريمةً، فأسلافُنا كتبوا ليتلذّذوا بتخيّل جسد الآخر وليقاوموا الخوف من الموت..
لم يتغيّر الإنسانُ بل تغيّرت أشكالُ التواصل، هذا كلّ ما في الأمر.. أظهر الكل ..
تحميل ..
الغريبُ أنّ فرويد الذّي وضع أسس التحليل النفسي، كان عاجزا عن التصالح مع ماضيه و تجاوز عقد الطفولة الكثيرة..
في طفولته، أهان مسيحيّ كاثوليكي والده نازعا قبّعته وراميا إيّاها طالبا منه ألاّ يمشي على الرصيف لأنّه يهوديّ، تأثرّ فرويد بما شاهده كثيرا واستنكرَ ضعف والده، تزامن هذا الحادث مع دروس كان يتلّقاها في المدرسة حول الحرب بين روما وقرطاج، روى في ما بعد لأحد أصدقائه في رسالة أنّه كان الوحيد بين التلاميذ الذّي أحبّ حنبعل ولم يتعاط ... حين تأثّر فرويد بحنبعل لم يأتِ إلى تونس، بل ذهب إلى روما..
الغريبُ أنّ فرويد الذّي وضع أسس التحليل النفسي، كان عاجزا عن التصالح مع ماضيه و تجاوز عقد الطفولة الكثيرة..
في طفولته، أهان مسيحيّ كاثوليكي والده نازعا قبّعته وراميا إيّاها طالبا منه ألاّ يمشي على الرصيف لأنّه يهوديّ، تأثرّ فرويد بما شاهده كثيرا واستنكرَ ضعف والده، تزامن هذا الحادث مع دروس كان يتلّقاها في المدرسة حول الحرب بين روما وقرطاج، روى في ما بعد لأحد أصدقائه في رسالة أنّه كان الوحيد بين التلاميذ الذّي أحبّ حنبعل ولم يتعاطف مع عاصمة المسيحية الكاثوليكيّة..
مرّت سنوات كثيرة، نجح فرويد بعدها في وضع الكثير من النظريّات التّي تسعى لفهم ما يدور في باطن الإنسان بعيدا عن الخرافة والعاطفة، لكنه حين كبر لم يذهب إلى المعبد الذّي وصّى فيه أميلكار ابنه حنبعل بأن ينتقم من روما، بل زار روما لكي يبحث عن قوّة لم يجدها في أبيه، ولكي يؤكّد أنّه لم يتأثّر بحنبعل إلاّ لأنّه قد وجد فيه ما لم يجده في نفسه. أظهر الكل ..
تحميل ..
'' لقد حدّثني أبي عن الملائكة البارحة، وأخبرني أنّ كلّ إنسان يرافقه على الدوام ملاكان يدوّنان كلّ ما يقوم به من أفعال، ولكنه لم يخبرنِ أين يركب الملائكة حين يكون الميترو ممتلئا بالبشر إلى هذا الحدّ؟ ''
هيمن الصمتُ فجأة..
اقترب متحرّش من فتاة تقف أمامه، تسللت يدُ سارق إلى حقيبة سيّدة تجلس بجانبه، وشحب وجه الأمّ معلنا عجزها عن الإجابة ..
قطع الطفلُ الصمت مجدّدا: '' ... حين سأل الطفلُ أمّه، كنّا جميعا نصغي إليه نظرا لضيق الميترو ولتراكم الأجساد فوق بعضها البعض:
'' لقد حدّثني أبي عن الملائكة البارحة، وأخبرني أنّ كلّ إنسان يرافقه على الدوام ملاكان يدوّنان كلّ ما يقوم به من أفعال، ولكنه لم يخبرنِ أين يركب الملائكة حين يكون الميترو ممتلئا بالبشر إلى هذا الحدّ؟ ''
هيمن الصمتُ فجأة..
اقترب متحرّش من فتاة تقف أمامه، تسللت يدُ سارق إلى حقيبة سيّدة تجلس بجانبه، وشحب وجه الأمّ معلنا عجزها عن الإجابة ..
قطع الطفلُ الصمت مجدّدا: '' أعتقد أنّها تحلّق خلف الميترو، تطلّ من النوافذ لتراقبنا وتجلس فوق العربة حين تتعب، تُرى ما الذّي يقعُ لها حين يكون الجوّ ممطرا؟ هل ترتدي الملائكة ثيابا صوفيّة مثلنا؟''
فكّر المتحرّش في الأمر، ما الذّي سيقع لو يكون الطفل على صواب وتكون الملائكة حقّا بصدد مراقبة ما يقوم به من وراء النافذة؟
ابتسمت شابّة للطفل، وتفطّنت السيّدة ليد السارق تتسلّل إلى حقيبتها..
عمّت الفوضى داخل العربة، وخُيّل للفيسلوف الصغير أنّ الملائكة لن تستطيع الآن سماع ما يقوله كلّ شخص على حدى، ولن تُدوّن شيئا..
ابتسم بدوره للفتاة قبل أن يتوقّف الميترو في المحطّة بلحظات.
تكفّلت مجموعة من الرجال بتقييد السارق والاتصال بمركز الأمن القريب، كان المتحرّش بينهم، رآهُ الطفلُ وهو يحاول لفت نظر الملائكة لما يقوم به من خير، تمسّك بيد أمّه وابتسم من أعماقه لملاك جالس على سطح العربة، يجمعُ أنفاسه ويدوّن ملاحظاته بقلم ذهبيّ اللون على ألواح تشبه تلك التّي يستعملها الأطفال في المدرسة..
واصلت الأمّ طريقها نحوَ البيت مُفكّرة في طريقة مثاليّة تطرح بها السؤال على زوجها دون أن يتسبّب ذلك في ضرب ابنها المدلّل:
'' أين يركب الملائكة حين يكون الميترو ممتلئا بالبشر إلى هذا الحدّ؟ '' أظهر الكل ..
تحميل ..
ربما لا تعلمين أنّي لا أحبّ الشرّ أبدا وأنّ كلّ ما يعرفه عنّي البشرُ ليس إلاّ الجانب الحيوانيّ فيهم.
ومن المؤكّد أنّك لا تدركين أنّ السبب الأساسيّ لحزني يتمثل في رفضي تقديس أيّ شيء..
لقد فكّرت كثيرا في الأمر: ربما أكون سعيدا حين أكون عبدا لشيء ما، أو لنقل مؤمنا بشيء ما لكي لا يزداد أنصار العبوديّة حقدا عليّ ولكي لا ألوذ بذاتي إلى الأبد داخل حقيبتك الأنيقة..
بمناسبة الحقيبة، منذ أن قررت أن أعلن للعالم حقيقة ما يجري، اخترتها لتكون غرفة عملياتي ... أنا الشيطان الذّي يسكن في التفاصيل..
ربما لا تعلمين أنّي لا أحبّ الشرّ أبدا وأنّ كلّ ما يعرفه عنّي البشرُ ليس إلاّ الجانب الحيوانيّ فيهم.
ومن المؤكّد أنّك لا تدركين أنّ السبب الأساسيّ لحزني يتمثل في رفضي تقديس أيّ شيء..
لقد فكّرت كثيرا في الأمر: ربما أكون سعيدا حين أكون عبدا لشيء ما، أو لنقل مؤمنا بشيء ما لكي لا يزداد أنصار العبوديّة حقدا عليّ ولكي لا ألوذ بذاتي إلى الأبد داخل حقيبتك الأنيقة..
بمناسبة الحقيبة، منذ أن قررت أن أعلن للعالم حقيقة ما يجري، اخترتها لتكون غرفة عملياتي السريّة.
كلّ صباح، أطلّ خلسة من داخلها لأرى النور يزحفُ نحو وجهكِ، أبتسمُ للفراغ الذّي بيننا وألعنُ ذاتي كما جرت العادةُ قبل أن أسبحَ في فنجان قهوتكِ اللذيذة وأحترقَ في لهيب سيجارتك لأُبعث من جديد نحو السماء..
نجتمعُ كلّ يوم هناك لنكتب قدر اليوم اللاحق، أنا وعزرائيلُ وبقيّة أعوان الإله الذّي يأتي في آخر المطاف ليلقي نظرةً سريعة على الأحداث ويوافق عمّا كُتب.
أحد القواعد تقضي بألاّ نستعمل إلاّ اللون الأحمر في الكتابة، وفي ذلك الكثير من الحكمةِ، إذ أنّ البشر سيملّون حتما وسيقدمون على انتحار جماعيّ لولا لذّة الحبّ والقتل وانتظار الحلقات الجديدة..
منذ أن أصبحت مدمنا على الاختباء داخل حقيبتك الأنيقة لم أعد أستعمل إلاّ أحمر شفاهكِ، يضحكُ عزرائيل كثيرا حين يلحظُ ذلك، وأشفق على أعوانه أكثر حين أراهم مجبرين على حمل آلاف البراميل الممتلئة بدماء اليوم الماضي، ليكتبوا أحداث المستقبل القريب..
سمعتُ الأحمق الذّي يزورك كلّ ليلة يحدّثك عن أحمر الشفاه الذّي ينتهي بسرعة لأنّه يمتصّ شفتيك بلهفة طفل، ورأيتكِ تبتسمين من فرط البهجة غير أنّي، في الحقيقة، قد أجبرته على فعل ذلك من أجلكِ ، توجهتُ ذات يوم إلى الصفحة التّي يُكتب فيها قدركِ وأضفتُ تحت اسمك بخطّ لا يكادُ يرى : '' على الأحمق المُسمّى كذا، أن يقوم بكلّ ما يجعل المذكورة أعلاه تشعرُ بلذّة وسعادة ''.
طبعا لم يلحظُ الإله ذلك، فهو يهتمّ بالكليّ، وأنا من يكتبُ التفاصيل دائما.. لذلك سُمّيت الشيطان.. ولذلك أحببتكِ.
كلّما رأيتكِ حزينة بسبب ما يُبثّ في الأخبار، أسرقُ أحمر شفاهك وأكتب بخطّ غليظ فوق ألواح القدر : '' للملائكة الحقّ في قتل الجميع، لكن يمنع منعا باتا أن تعلم المُسمّاة كذا بذلك''.
لطالما حاولتُ أن أكون وفيّا لملامحكِ، أن أنقيّ الهواء الذّي ستتنفّسه رئتيك وألاّ أتركك ترين الموتى وهم بصدد التنافس على قبر أو جارية..
ربما لا تعلمين أنّي لا أحبّ الشرّ أبدا وأنّ كلّ ما يعرفه عنّي البشرُ ليس إلاّ الجانب الحيوانيّ فيهم...
وربما لا تعلمين أنّي الشيطانُ الذّي يكتب كلّ تفاصيلك ..
ويحبّ أن يراكِ حين يزحفُ النور نحو وجهك، قبل أن يكتبَ القدر بلحظات .. أظهر الكل ..
تحميل ..
تحميل ..
أنا الطفلُ الذّي تعلّم النطقَ في بهو منزلِ الأسرة الفسيح، هناك أين حدّثتكِ أوّل مرّة عن حلمي وتوقّعت أنّكِ من أجبر أمّي على تحقيقه..
أتذكرين تلك السعادة التّي غمرتني بعد حصولي على ثمن قصّة قصيرة جديدة؟
أعلمُ أنّكِ كنتِ تنيرين لي الدرب الممتّد من منزلنا إلى المكتبة، راقبتِ أنفاسي عن كثب في الذهاب، وأجبرتِ كلاّ من المخلوقات الإلهيّة والإنسانيّة على عدم دهسي وأنا أدندنُ الحروف وأشقّ طريقي نحو المعرفة..
أيتّها السماء!
أنا الطفل الذّي بكى في حضنِ أم ... أيتّها السماء! ألا تذكرينني؟
أنا الطفلُ الذّي تعلّم النطقَ في بهو منزلِ الأسرة الفسيح، هناك أين حدّثتكِ أوّل مرّة عن حلمي وتوقّعت أنّكِ من أجبر أمّي على تحقيقه..
أتذكرين تلك السعادة التّي غمرتني بعد حصولي على ثمن قصّة قصيرة جديدة؟
أعلمُ أنّكِ كنتِ تنيرين لي الدرب الممتّد من منزلنا إلى المكتبة، راقبتِ أنفاسي عن كثب في الذهاب، وأجبرتِ كلاّ من المخلوقات الإلهيّة والإنسانيّة على عدم دهسي وأنا أدندنُ الحروف وأشقّ طريقي نحو المعرفة..
أيتّها السماء!
أنا الطفل الذّي بكى في حضنِ أمّه بسبب قُصرِ قصّته التّي انتهت قبل أن يصل إلى المنزل، ألا تذكرينني؟
لقد قرأتُ لكِ الكثير من القصص وحلمتُ بتقمّص دور أبطالها المنتصرين للخير دائما، ولكنّكِ لم تجيبي يوما..
ها قد كبرتُ، صرتُ طفلا كبيرا له لحية كثيفة تغطّي نصف وجهه، أضحكُ لأنّ عشرين سنة مضت لم أخاطب فيها أحدا غيري، وأبكي في بهو منزلنا الفسيح لعجزي عن كتابة قصتّي الطويلة جدّا، وإن كنتُ أعلمُ أنّكِ لا تذكرينني.. أظهر الكل ..
تحميل ..
كما أُسندَ لي صفرٌ في إمتحان حقوق الإنسان السنة الفارطة.. أنا المواطن الخالي من البترول، النقيّ في الحُلم والغبيّ في الحفظ..
معتوه من يفكّر في التعامل مع هذا العالم بعقلانيّة.. حقوق إنسان ماذا أيّها الأبله! أُسندت رئاسة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدّة للسعوديّة، بعد كلّ ما وقع من جلد وحرق ودعم للإرهاب على مدى عصور..
كما أُسندَ لي صفرٌ في إمتحان حقوق الإنسان السنة الفارطة.. أنا المواطن الخالي من البترول، النقيّ في الحُلم والغبيّ في الحفظ..
معتوه من يفكّر في التعامل مع هذا العالم بعقلانيّة.. حقوق إنسان ماذا أيّها الأبله! أظهر الكل ..
تحميل ..
هكذا سيكون الأمرُ أفضل، وهكذا قلتُ لنفسي آلاف المرّات :
- لا يجبُ أن أجادلَ الأحمق المختصّ في الأعشاب الطفيليّة والكائنات اللاّ مرئيّة وأنا في طريقي إلى الجامعة..
- لا يجبُ أن أعلّق على أراء ملايين المفكرّين المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي..
- لا يجبُ أن أحلمَ بأن أصبح أخرسا لا يجيدُ غير السمع، يخزّن في ذ ... لن أتحدّث مجدّدا مع الآخرين، سأكتفي ببعض الكلمات مثل: 'صباح الخير' ، 'معك حقّ' ، 'شكرا' ، 'العفو' ، 'جميل' ، 'مساء الخير'..
هكذا سيكون الأمرُ أفضل، وهكذا قلتُ لنفسي آلاف المرّات :
- لا يجبُ أن أجادلَ الأحمق المختصّ في الأعشاب الطفيليّة والكائنات اللاّ مرئيّة وأنا في طريقي إلى الجامعة..
- لا يجبُ أن أعلّق على أراء ملايين المفكرّين المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي..
- لا يجبُ أن أحلمَ بأن أصبح أخرسا لا يجيدُ غير السمع، يخزّن في ذهنه كلّ ما يريدُ البوح به ويفشي بأسراره إلى دفاتره الشخصيّة جدّا..
يكفي أن أكون ملتزما بالصمت، وأكتفي ببعض الكلمات مثل: 'صباح الخير' ، 'معك حقّ' ، 'شكرا' ، 'العفو' ، 'جميل' ، 'مساء الخير'..
هكذا سيكون الأمرُ أفضل، وهكذا سأقول لنفسي آلاف المرّات ولكنّني لن أكفّ عن الثرثرة... أظهر الكل ..
تحميل ..
تحميل ..
فإذا طُلب منك اليوم أن تنظّم علاقتك بالوجود، وتحدّد انتماءاتك المختلفة في قائمة تبدأ فيها بالأكثر أهميّة، ما الشيء الذّي ستبدأ به؟
أعتقد أنّ الأغلبيّة ستفكّر في الدين أو الهويّة، ولكن، وبالعودة إلى مثال صراع الإنسان البدائيّ مع نمر مفترس نقتنع بأنّ النوع الإنسانيّ أساس وجودنا، بعده ... في الحقيقة، لا يكمن الإشكال في اختلافنا وإنّما في مدى قبولنا لهذا الاختلاف وقدرتنا على التفاعل معه فكريّا وثقافيّا دون اللجوء إلى العنف إلا في حالات لا يترك لنا العدوّ فيها غير ذلك، وما يقع في فلسطين خير دليل.
فإذا طُلب منك اليوم أن تنظّم علاقتك بالوجود، وتحدّد انتماءاتك المختلفة في قائمة تبدأ فيها بالأكثر أهميّة، ما الشيء الذّي ستبدأ به؟
أعتقد أنّ الأغلبيّة ستفكّر في الدين أو الهويّة، ولكن، وبالعودة إلى مثال صراع الإنسان البدائيّ مع نمر مفترس نقتنع بأنّ النوع الإنسانيّ أساس وجودنا، بعده مباشرةً نجد المعاني والقيم الإنسانيّة التّي توحد الإنسان المتطوّر أو المتحضّر، مثلا إذا تخيّلنا غزو كائنات فضائيّة لكوكب الأرض و وجوب تجميع أقصى ما أمكن من الجنود والأسلحة لمجابهة هذا الغزو، لن نجد إنسانا يعارضُ التحالف مع إنسان مختلف عنه في الفكر أو في نمط العيش. أظهر الكل ..
تحميل ..
نُبْذة
Yahya Addassi
@yahyaaddassi
كاتب شاب من تونس.
متحصلّ على باكالوريا أداب سنة 2014 بنسبة حسن.
تونس
-
تونس العاصمة
عضو 2015-08-31 12:16:43
المكتبة مشاهدة الكل
المتابِعون (338)
مشاهدة الكل
المتابَعون (199)
مشاهدة الكل