مازلنا في رحلة بحث طويلة في أعماق ذواتنا
ياقاتلي بالكفاف كأنما كفك في العشق يكفيني
إمسح بكفك دمعي
فإن مسحة كفك على خدي تداويني
إني إكتفيت في الحب بكفك
بالكفاف والعفاف لاتجافيني
قد إكتفيت بحبك
فما طلبت بذاك جاها ونياشيني
كالكفيف كف عنه
رؤيا الورد بعد شم الرياحين
كفكف دمك فإنك
رميت سهمك وزدته طعنة السكين
أفلا أكف عن كفك
كعطشان في الفلاة فارويني
فكفكفي وكفي فما إكتفيت فزيديني
بقلم/ راب ...
ياقاتلي بالكفاف كأنما كفك في العشق يكفيني
إمسح بكفك دمعي
فإن مسحة كفك على خدي تداويني
إني إكتفيت في الحب بكفك
بالكفاف والعفاف لاتجافيني
قد إكتفيت بحبك
فما طلبت بذاك جاها ونياشيني
كالكفيف كف عنه
رؤيا الورد بعد شم الرياحين
كفكف دمك فإنك
رميت سهمك وزدته طعنة السكين
أفلا أكف عن كفك
كعطشان في الفلاة فارويني
فكفكفي وكفي فما إكتفيت فزيديني
بقلم/ رابح حمودة
أظهر الكل ..
ومذلول ذليل راض بذله
كالكلب يفرح عند لقيا سيده
ذلول خنوع لاطموح له
وذلول قد حار دليله
فهو العبد تحت سوط سيده
إذا مارأى جورا لسيده
قام فجعل المعاديرلصاحبه
فهوالعبد والكلب المطيع له
تحسبه بذله كلبا يلهو بديله
ولكنه المنافق الأفاق بتملقه
ذليل متدلي من على شجرة الذل
إن الذل طعمه كالعلقم شاربه من غصن الحنظل
بقلم / رابح حمودة
ومذلول ذليل راض بذله
كالكلب يفرح عند لقيا سيده
ذلول خنوع لاطموح له
وذلول قد حار دليله
فهو العبد تحت سوط سيده
إذا مارأى جورا لسيده
قام فجعل المعاديرلصاحبه
فهوالعبد والكلب المطيع له
تحسبه بذله كلبا يلهو بديله
ولكنه المنافق الأفاق بتملقه
ذليل متدلي من على شجرة الذل
إن الذل طعمه كالعلقم شاربه من غصن الحنظل
بقلم / رابح حمودة
أظهر الكل ..بين دولة عريقة بتاريخها ووزنها الإستراتيجي ودولة لقيطة قامت من أجل
خلق الحروب والصراعات بين بني البشر لينتفظ في وجهها التحالف العثماني
ذي التوجه الإسلامي بين رجلين ( أردوغان وغول ) ونحن نؤمن أن الدول من
صنيع الرجال لا الرجال من صنع الدول تركيا العلمانية التي طالما تدللت
للأروبيين من أجل الإعتراف بها كدولة غربية أروبية أدركت في الأخير أن
الظفر لا يخرج عن اللحم وأنه ما حك جلدك مثل ظفرك فإعتمدت على ذاتها يدور هذه الأيام لغط فكري سياسي عقدي بين تركيا أردوغان وإسرائيل بسفاحيها
بين دولة عريقة بتاريخها ووزنها الإستراتيجي ودولة لقيطة قامت من أجل
خلق الحروب والصراعات بين بني البشر لينتفظ في وجهها التحالف العثماني
ذي التوجه الإسلامي بين رجلين ( أردوغان وغول ) ونحن نؤمن أن الدول من
صنيع الرجال لا الرجال من صنع الدول تركيا العلمانية التي طالما تدللت
للأروبيين من أجل الإعتراف بها كدولة غربية أروبية أدركت في الأخير أن
الظفر لا يخرج عن اللحم وأنه ما حك جلدك مثل ظفرك فإعتمدت على ذاتها
وولت وجهها نحوالمشرق عـلها تعيد أيام عـزها المفـقـودة لذلك ربما يتكلم
الأترأك الأن عن فلسطين التي رفض السلطان عبدالحميد الثاني (رحمه الله)
بيعها والتنازل عنها لليهود الدين عرضو عليه بريق الذهب لتستعيد الأن بعضا
من أمجادها الإمبراطورية ( الحمدلله لا يحكم تركيا رجل خانع خاضع مثل
حسني مبارك ) ربما تكلمت بإسهاب عن تركيا السياسة فلنتكلم عن تركيا
الثقافة وبالذات عن السلسلة الدرامية الرائعة واذي الذئاب التي تحولت إلى
عمل سينمائي ضخم (وادي الذئاب العراق ) و(واذي الذئاب فلسطين)
أليس عيبا أن يتكلم الأتراك بكل تلك الروعة والإبهارعن قضايانا بينما نحن
في العالم العربي مازال بعض الحيوانات من منتجين ومعفنين يتكلمون عن روميو
وجولييت وقصص شكسبير التي أكل عليها الدهروشرب والتي لا تمت لقضايا
أمتنا لا من قريب ولا من بعيد واسمحولي أن أتكلم عن نفسي بصفة شخصية
عندما أتفرج على حلقات السلسلة أخرج بعدة إنطباعات سأتكلم بلهجة متفرج
بسيط محدود الثقافة حتى أبين أن العمل الجيد يصل إلى جميع الناس هي :
1 – صراعات المافيا
2- وجود مافية مالية ومافيا مصالح
3 - الدول ودوائر السلطة لا تخلو من المافيا
4- الحروب الباردة بين الدول ( حروب إقتصادية وسياسية )
5- إنتشار وسيادة مفهوم لا عدو دائم ولا صديق دائم من خلال التحالفات التي
تتم في السلسلة بين أناس لا تربط بينهم أي قواسم مشتركة سوى المصالح
6 – تأثير الإعلام في الرأي العام وتوجيهه من خلال تصويررجال الأعمال
وتحكمهم فيه من خلال المال
7 – تأثير بعض المنظمات السرية (الماسونية) في السياسة
8 – الأفات الكبيرة ( المخدرات تجارة الأعضاء تجارة البشر تجارة السلاح)
صحيح أن مراد ( بولاط بالتركية ) علمدار شخصية خيالية لكنه في الأول
والأخيرأرقى من (حاحا وتفاحة ) و(حين ميسرة ) وكل أعمال العهر
والشذوذ الفكري العربي أليس عيبا وحراما على دول تجاورأخطر دولة
عرفها التاريخ البشري ( أفعى صهيونية ) أن تخذر شعوبها وبالأخص شبابها
بمخاطبتهم بلغة ماتحت الحزام حتى معاهد التمثيل في العالم العربي
( وأنا كممثل مسرحي ) تركز على شكسبير ومولييروصامويل بيكث ومسرحيات
غربية كلها غريبة عن ثقافتنا وواقعنا الإسلامي لماذا لا نجد لأنفسنا حتى نمودجا إسلاميا
راقيا عوضا عن أشياء حقيرة تثير الغرائز والشهوات حتى كثرت الزنا وأفات إجتماعية
ظهرت كلها بسبب مايسمونه بكسر الطابوهات من هو الأفضل كنموذج مراد علمدار برجولته
وشجاعته وبطولته أم روميو بخلاعته وخنوثته والشخصيتان خياليتان للتذكير. أظهر الكل ..
بقلم رابح حمودة
الفقر وجه متوحش من وجوه الإرهاب أنا مسلم أنا ضده أظهر الكل ..
رؤية وتأليف رابح حمودة
رابح حمودة
إهداء إلى كل من يؤمن بالقضايا الإنسانية العادلة
بدت خطواته متثاقلة وهويمشي في ردهة ذلك المعتقل الطويلة الذي تسكن زوايا جدرانه خيوط العناكب في ضوئه الباهت سطع ضوء خافت على وجهه الأبيض بتقاسيمه الحادة بدا صلبا بقامته المسلولة وجسمه الممشوق ببدلته العسكرية الزيتية التي بدت عليها غبرات أرسلتها هفهفة رياح الصحراء الهادئة القادمة من أمواج رمالها الذهبية التى تخفي بباطنها كنوزا تسيل لعاب قراصنة العصر وهويسمع صرخات وأهات المعت ... مذكرات على ضفاف الفرات
رؤية وتأليف رابح حمودة
رابح حمودة
إهداء إلى كل من يؤمن بالقضايا الإنسانية العادلة
بدت خطواته متثاقلة وهويمشي في ردهة ذلك المعتقل الطويلة الذي تسكن زوايا جدرانه خيوط العناكب في ضوئه الباهت سطع ضوء خافت على وجهه الأبيض بتقاسيمه الحادة بدا صلبا بقامته المسلولة وجسمه الممشوق ببدلته العسكرية الزيتية التي بدت عليها غبرات أرسلتها هفهفة رياح الصحراء الهادئة القادمة من أمواج رمالها الذهبية التى تخفي بباطنها كنوزا تسيل لعاب قراصنة العصر وهويسمع صرخات وأهات المعتقلين من طرف النظام ويرى زنزانات التعديب الضيقة لقد مل من هذه المناظرالبشعة التي تلازمه طوال فترة مداومته كان أحد المشرفين على مايرى النظام أنه تقليم أظافرالمتأمرين في ذلك المعتقل المغروس وسط الصحراء العراقية كان يإن لصرخاتهم وهم يجلدون ويبكي عليهم وهم يدبحون لقد كان يتمنى مثلهم زوال ذلك النظام الإستبدادي السرمدي الذي طال ظلمه كل أبناء الشعب العراقي فكرفي الكثيرمن المرات أن يهرب من جحيم صدام لكن ظروفه المادية والعائلية وإلتزاماته المسؤلية حالت دون ذلك فالحصارالإقتصادي المفروض على بلده جعل دخله يإن تحت وطأة أعباء السفروتكفله بأمه يوجب عليه ملازمتها حتى الممات وعمله الحساس جعله مكبلا في أرض الرافدين رغم كل ذلك بقي حاتم الصفدي متمسكا بأمل الخلاص في يوم من الأيام فلابد لعجلة الزمن أن تدورفلولا كثيرالرؤس المقطوعة والقلوب المفجوعة والشجاعة المنزوعة وأيات الخوف المزروعة لما طال عمرذلك النظام لتمتد جدوره في أرض الرافدين خمسا وثلاثين عاما ليجعل من العراقيين عبيدا مسخرين لخدمة أهدافه الهتلرية الحمقاء تحت شعاركاذب ( أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) تغيرالعالم كثيرا بعد أحداث الحادي عشرمن أيلول سبتمبر كان لابد لأمريكا أن ترد بعضا من ماء وجهها أمام العالم ولابد لها أن تدبح الكثيرمن الكباش ليكون للسكين الأمريكي هيبته فمن أفغانستان نسجت أمريكا خيوط ماأسمتها معركة الحرية في مواجهة قوى الشروالظلام لتدك جبال طورا بورا كان البلدوزر الأمريكي يثيرالغبار أينما تقدم إلى أن رأى في العراق طريقا طريقا لابد من سلوكه
رابح حمودة
أصبح نظام صدام حسين يبدو غريبا في منظومة العولمة الأمريكية خارج حدود الزمن الأمريكي كورم سرطاني خبيث كان لابد من إستئصاله كانت بغداد المدينة الساحرة التي تغنى بها الشعراء وكتب عنها القصاصون والرواة حكايات الشرق وأساطيره تبدو هادئة وفي ساعة كانت تلوح فيها خيوط فجر يوم جديد يحمل للعراقيين الكثيروالكثير كانت صبيحة يوم الخميس العشرين من أذارمارس عام ألفين وثلاثة عندها بدأت صواريخ أمريكا تسقط من سماء بغداد مدرارا كأنها أنياب وحش يريد أن يطبق على أعظم حضارات التاريخ الإنساني أين حفر حمورابي أول تشريع في تاريخ البشرية أين كانت بابل أعجوبة الدنيا بحدائقها المعلقة جلس العالم كله أمام شاشات التلفاز وقنوات صرف الأخبارمتفرجا على أعظم مجزرة في حق الإنسانية صارت قلوب الناس وضمائرهم متحجرة كجدران بابل جافة كجفاف الصحراء العراقية ساكنة كسكون دجلة والفرات أخد حاتم كغيره من العراقيين الشرفاء مكانا للدفاع عن وطنه المنكوب في زمن الذل والخنوع دافع وقاوم وجاهد بكل مايستطيع أن يقدمه ليس دفاعا عن ذلك النظام أو إنتظارا لشكور أو عرفان منه لكنه أحس أن بلده سيكون قطرة من فيض كأس تريد أمريكا للجميع أن يشرب منه مرت الأيام والليالي وحملت في طياتها الكثيربدأت العزائم تخور والنفوس تضعف حتى لم يبقى إلا القليل ممن فضلوا الموت على حياة الذل والخنوع سقطت بغداد دارالسلام المدينة التي كانت في يوم من الأيام منارة الدنيا بينما كانت مدن الغرب تغرق في ظلام كابوس الفقروالجهل في تلك في تلك الأثناء كانت معركة الحواسم كما فضل أن يسميها ذلك النظام البائد تلفظ أخرأنفاسها فحاتم والبعض من رفاقه أحسوا أن هذه المعركة يجب أن تنتهي قبل أن يعيدوا إليها بريقا وروحا جديدة فلابد أن تتجدد الأنفاس تحسبا للمعركة الفاصلة أخد كل منهم وجهته إلى بيته إنتظارا لما سيكون في قابل الأيام
سقطت بغداد وسقطت معها كل الأقنعة وتكشفت خيوط المؤامرة في لعبة الكبار كاشفة معها كل العورات نهب وسلب لتاريخ حضارة أعطت الكثيرللإرث الإنساني
رابح حمودة
عبرعصوره الماضية ودروبه القادمة عرف الكبار كيف يديرون خيوط اللعبة جيدا
فضربوا جدارا صلبا من الحراسة حول مبنى وزارة النفط العراقية في بغداد كيف لا
وهوالكنزالذي دفعوا في سبيله الكثيروالكثيروهو الذي شغلهم وقض مضاجعهم بينما تركت ذاكرة أمة بأكملها للصوص الذاكرة وقطاع طرق بغداد العتيقة
بعد أسبوع من الغزو الأمريكي نزل حاتم كغيره من العراقيين باحثا عن الرزق كان ذلك أول يوم يخرج فيه بعد سقوط بغداد جال ببصره في أرجائها لقد هاله مارأه من مناظروحشية برع في رسمها حقد صليبي دفين إتجاه كل ماهو ينبض بالحياة على هذه الأرض
أخد يتأملها كأنه يراها لأول مرة في حياته توقف هنيهة عند منظرأثاردهشته وإستغرابه رأى طابورا من الناس يقفون عند إحدى الحواجزالتي يقيمها الجيش الأمريكي عندها أحس بفيض جارف من الأسئلة يعتري دواخله العميقة
أهذا مايسمونه تحريرالعراقيين
أهذه هي ديمقراطيتهم
أهذه هي حقوق الإنسان لديهم
وفجأة أحس بيد تربتُ على كتفه إستدارمفزوعا ليرى أمامه شخصا لم يتوضح ملامحه في باديء الامرلكنه إستدرك الموقف كان يتسربل قميصا بني اللون كستاني الملمس وسروالا أسوادا كلاسيكي الذوق وحداءا جلديا يبدو أنه إيطالي الصنع بقامته الفارعة ولون بشرته السمراء المائلة إلى الحمرة وشعره الأسود الممشوط بعناية أشرق وجهه بإبتسامة عريضة تنم عن نشوة تغمره بلقاء رتَبته لهما يد الأقدارلقد تذكره أخيرا إنه زميله في الكتيبة الوسطى الضابط لؤي كنعان وبعد عناق طويل ينم عن شوق وحنين
رابح حمودة
لأيام رفقة السلاح والتضحية عرض عليه أن يجلسا في أحد المقاهي وسط بغداد إنه مقهى الرشيد وهناك جلسا وكان لهما حديث الساعة
لؤي كيف حالك يارجل لقد حسبتك قد صرت في عداد الشهداء
حاتم أرى أن الموت أهون بكثيرمن حياة الذل التي وصلنا إليها
لؤي لاتحزن لاشيء يبقى على حاله فدوام الحال من المحال لكن كل شيء يتوقف على عزيمتنا وإرادتنا بالخلاص من هذا العدو الظالم وأعلم أنه ( لايغيرالله مابقوم حتى يغيروما بأنفسهم )
حاتم وكيف السبيل إلى ذلك ونحن الأن مشتتون إلى قبائل وطوائف في فسيفسائية عرف الإحتلال كيفية إستغلالها وتوظيفها لخدمة أهدافه القدرة
لؤي ألم تسمع بأن هنالك جماعات مقاومة قد تشكلت وأنها بدأت بالنشاط منذ قدوم قوات الغزو لأرض العراق
حاتم وكيف السبيل إلى الوصول إليها فلم أعد أحتمل البقاء مكتوف الأيدي أكثرمن هذا فلا حياة بلا كرامة
لؤي هي حاليا تتكون من شبان متطوعين أتو من بلدان عديدة وتعتمد على الكثيرمن أفراد الجيش النظامي سابقا وعناصرممن يسمون بفدائيي صدام أمنوا أن العراق سوف يكون قطرة من فيض كأس وأنه سوف يكون قاعدة لضرب كل من يتطاول على أوامرأسياد العالم الجديد
أما كيف السبيل إلى الوصول إليها فأنا أذلك على إحدى تلك الجماعات فأنا أثق بشجاعتك وصدق نيتك لمواجهة هذا العدوالظالم الذي يترصد ببلدنا وأمتنا الشرور والأثام
رابح حمودة
حاتم هل لك أن تأخدني إليهم
قالها حاتم بلهفة وحرقة بدت في عينيه اللتين خضبتهما حمرة الغضب وبرقـتهما دموع الأمل في غد واعد
عندها إرتسمت إبتسامة مشرقة على وجه زميله لؤي وإلتفت صوبه مجيبا إياه بكل ثقة
لؤي حسنا سوف نتناول قهوتنا ونتوجه إلى بيت أحدهم
ملأت علامات الإستفهام رأس حاتم فبدأ بأسئلة أشبه بالتحقيق ربما بقيت لسنوات خدمته في المعتقل ترسبات أثرت في نفسيته الثائرة على كل مايراه إعوجاجا وجب تقويمه
حاتم هل أنت منخرط في صفوفهم
لؤي تستطيع أن تعتبرني مديرمركزالتجنيد عندهم وبحكم عملي سابقا أعتبرعينا تسهرعلى كل صغيرة وكبيرة تجنيبا لأي خطرمحتمل ضدهم
حاتم هل كنت عميلا سابقا للإستخبارات العراقية
لؤي أجل فقد عملت لمدة إثنتي عشرة سنة في جهاز مكافحة الجوسسة وهاأنا الأن في جهاز التجنيد والإستعلام للمقاومة العراقية
فأنا لا أقدم لهم إلا من أثق بطيب نواياهم وصدق عزائمهم على الجهاد لذحرهؤلاء الفئران البيض فهم كفئران التجارب ترسل بهم دولهم وحكوماتهم ليختبروا أحدث ماتوصلت إليه مختبراتهم الشيطانية التي تعمل على صنع كل ماله علاقة بتخريب وتدميرحياة البشر
حاتم ماإسم الجماعة التي تنوي أن تأخدني إليها
رابح حمودة
إسمها ج ت إ
حاتم ( بتوجس ) إذن هي جماعة إسلامية
لؤي نعم فمعظم جماعات المقاومة تتخد من الدين ستارا لها وهي بذلك تجتذب عطف وحماس الجماهيرلها
حاتم ماالذي تلمح له بكلامك هذا
لؤي أريد أن أقول أن كل من يتكلم باسم الدين ليس شرطا أن يكون مؤمنا بكل ما جاء فيه فهنالك مغالي ومتطرف ومتساهل ومعتدل وعلماني يريد أن يعطي لنفسه شرعية لا يكسبها إلا بغطاء روحاني
صمت الإثنان للحظة تأمل ومراجعة لما وصلت إليه أحوال بلدهما أشعل لؤي كنعان سيجارة وأخذ منها نفسا عميقا كأنه يريد أن يمتص به كامل غضبه وحنقه على الزمن الامريكي أظهر الكل ..
عند إنتهاءه من إلقاء كلمته يصفق الحضور بحرارة بعدها بسرعة تنتقل اللـقـطة إلى تجمع للطلبة المتخرجين يضيء ضوء فلاش تظهرالصورة في يد
صديقه وائل وهويجلس على الأريكة متكأ ومتأملا فيها جيدا وأمامه طاولة صغيرة في منزل صغير متواضع حيث يقابله أخوه فراس وإبن عمته حاتم وهما
يجلسان كل على أريكة منفردة يقابل الجميع جهاز تلفاز يظهر أنه موضوع على إحدى القنوات الإخبارية يظهرالصالون ك ... بسم الله الرحمن الرحيم
عند إنتهاءه من إلقاء كلمته يصفق الحضور بحرارة بعدها بسرعة تنتقل اللـقـطة إلى تجمع للطلبة المتخرجين يضيء ضوء فلاش تظهرالصورة في يد
صديقه وائل وهويجلس على الأريكة متكأ ومتأملا فيها جيدا وأمامه طاولة صغيرة في منزل صغير متواضع حيث يقابله أخوه فراس وإبن عمته حاتم وهما
يجلسان كل على أريكة منفردة يقابل الجميع جهاز تلفاز يظهر أنه موضوع على إحدى القنوات الإخبارية يظهرالصالون كأنه ورشة فنية مليء بالصور
واللوحات الزيتية
وائل صورة هذا اليوم لن تفارق مخيلتي ماحييت
فراس كصور هجمات نيويورك وواشنطن في الحادي عشرمن أيلول سبتمبر
حاتم ( وهو يقلب صفحات الكتاب بين يديه ) أمريكا الأن تعمل سكينها في كباش العالم الهزيلة
وائل أه كم أفتقد عمرلقد كان يرى ذلك حتى قبل حدوثه إن له حدساغريبا
حاتم ( بمزاح ) أتقصد أنه هو من خطط لذلك
فراس ( بتهكم ) لورأيته لسلمته فورا إلى السي أي أي حتى أخد فيه مكافأة معتبرة
وائل أنسيتم أنه هو من جمع وبحث في رسالة تخرجنا
حاتم وهومن إقترح علينا موضوعها البحث عن ( المدينة الفاضلة )
فراس كم مضى من الوقت منذ أخرإتصال له
وائل منذ ستة شهورأويزيد على ذلك
حاتم يبدوانه مشغول ومنهمك بين دراسته وعمله
وائل لكن على الاقل كان عليه أن يطمئننا عن أحواله
فراس منذ متى غادرنا
حاتم أظن مند عام ونصف تقريبا
فراس ( بتعجب ) لم أكن أعلم أن الوقت قد مربهذه السرعة
تقترب الكاميرا من وائل وهوشارد الذهن وفجأة يسمع طرقا خفيفا على الباب يصمت الجميع في حيرة
وائل تراه من يكون
فراس ربما هوأحد الزبائن جاء ليرى أخرأعمالي
حاتم ( بتهكم ) ياإلهي لم أكن أعلم أنني اعيش مع بيكاسو تحت سقف واحد
فراس حسنا سوف أذهب وأفتحه أنا
- يتوجه نحوالباب يفتحه ، يقف شخص يلبس قميصا غامق اللون وبنطالا أسودا وهويضع كوفية على كتفيه مطأطأ الرأس يبذأ برفع رأسه يبذو كث
اللحية
رابح حمودة
وقف فراس متسمرا في مكانه تتقاذفه مشاعرالذهشة والحيرة والفرح ثم نطق أخيرا عمرإبن عمي قالها ومزيج من الدهشة والفرحة ترتسم على
تقاسيم وجهه يقف حاتم ووائل بدهشة لاتخلو من الذهول يتوجهان نحوه يعانقه الجميع بلهفة تدل على شوق وحنين له
الإثنان أهلا بك كيف حالك لقد إشتقنا إليك
عمربخيروكيف حالكم أنتم
الثلاثة تفضل تفضل هل تبقى واقفا هكذا عند الباب
حاتم إن لك عمرا كعمرالقطط بسبعة أرواح الأن فقط كنا نأتي على سيرتك سنة بحالها ولاتسأل أهانت عليك عشرتنا يارجل
وائل لقد طال غيابك عنا كثيرا حتى ماعدنا نحتمله
عمر (يتنهد) ماالذي أحكيه لكم وماالذي أقوله لقد كان فراقكم كفراق الروح للجس
حاتم وهان عليك كل ذلك
عمر بقدرماكان الفراق صعبا بقدر ماكان مفيدا ونافعا لي
فراس ماالذي تقصده بذلك
عمر في رحلتي عرفت أن الفضيلة هي الأخلاق الحميدة التي يجدربنا الإقتداء بها والإيمان العميق بما نراه حقا والتضحية في سبيل الدفاع عنه ( ينتبه إلى
الحائط ) ما هذا أما علمتم أن تجسيد الصورمحرم شرعا
فراس هذه صورأناس أرسمها خصيصا حتى يشتروها
عمر ويحك كيف تجرؤ على ذلك أما علمت أن هذا المال حرام
وائل مابك ياعمرماكنت تقول هذا من قبل أما كنت أكثرنا حبا للصوروالتصويرهل نسيت أنك الوحيد من بيننا الذي يحتفظ لنفسه بألبوم كامل للصور
( يبذو أنه تذكره )
عمر ( وهو يبحث عنه ) أين هو أين وضعتموه
حاتم إنه هناك في المكتبة
- يتوجه بسرعة يجده وسط الكتب يأخده ويبدأ في تمزيقه وسط دهشة الجميع
فراس هِي ما الذي تفعله
بعد أن يمزقه يخرج بسرعة من البيت يلحقه الجميع يتوجه ليجلس على الشاطيء يحيط به الثلاثة
حاتم مابك ياعمر ما الذي جرى حتى تثورعلينا هكذا
فراس يبدو أن بعدك عنا قد غيرك كثيرا
وائل مالك صمتت هكذا
عمر أجل لقد تغيرت كثيرا لأنني عرفت ماهو المعنى الحقيقي للفضيلة لقد عرفت الكثير ورأيت ماهو أكثر ضعوا يدكم في يدي وسنبني مدينتنا الفاضلة
حاتم (بإستغراب) مالذي تقصده
رابح حمودة
عمر إن بذاخل كل واحد فينا بذرة طيبة تحتاج إلى رعايتها والإعتناء بها هل يعجبكم هذا الغزو الفكري الذي يمسخ هويتنا وإيماننا بذيننا وعـقيدتنا
فراس لا والله وماهو الحل بنظرك
عمر هل مازال القارب الذي تركه جذي موجوذا
وائل ( بإستغراب ) أجل لكن لما السؤال
عمر أعرف جزيرة صغيرة كنت أذهب إليها رفقة جذي عندما كنت صغيرا كان يقصدها للصيد سوف نذهب إليها وسنحقق هناك نظرياتنا
حاتم هل أنت جاذ فيما تقوله ياعمر
وائل يبدو أنك تأثرت كثيرا برسالة تخرجنا من الجامعة
عمر أجل فأنا كنت أكثركم تحمسا لفكرتها ونظرياتها
حاتم ومتى تنوي أن تفعل ذلك
عمر ( بلهفة ) في الغد إن كان ذلك يناسبكم
حاتم أرى أن نتريث قليلا فلنقم بذلك في الأسبوع القادم
عمر حسنا فليكن ذلك
فراس ولنرى إلى أين ستصل بنا نظرياتك هاته
عمر أما أنا فقد قررت الإتجاه صوب تلك الجزيرة فإذا أردتم اللحاق بي فما عليكم سوى أن يرافقني أحدكم حتى يعرف مكان الجزيرة وبعدها لكم أن تلحقوا بي
في أي وقت تشاؤن
حاتم أنا سأرافقك إلى هناك
عمر حسنا سننطلق في الغد إن شاء الله
في صباح اليوم التالي يتجه الأربعة صوب شاطيء البحريسحبون القارب صوب الأمواج الممدودة المجزورة وما إن ركبا القارب حتى أخدا مكانهما بعـد
أن ودع عمر وائلا وفراس لينطلقا في رحلتهما وسط البحر تجادبا أطراف الحديث حتى لاينال الملل منهما
حاتم أذكر أنك غاذرتنا قبل أحداث أيلول سبتمبر لإكمال ذراستك بالخارج والأن هاقد عدت لنا بعد غزو أفغانستان والعراق فما الفرق الذي وجدته في كل ذلك
عمر تغيرت أشياء كثيرة بذاخلي صرت أؤمن بصدام الحضارات بدل حوارها لايمكن لقوي أن يحاورضعيفا مهما كان يحمل من إرث فكري أوتاريخي عريق
نحن أمة ضعيفة فرض عليها مواجهة من يمتلكون موازين القوة كما أننا إبتعدنا عن ذيننا كثيرا لذا فإن الله يعاقبنا بما يلحق بنا من ذل وهوان
حاتم إذن أنت ترى أن الرجوع إلى الكتاب والسنة هو السبيل إلى النهوض من كل مانحن فيه
عمر بالطبع فقد إبتغت أمتنا العزة في غيرالإسلام فأدلها الله
حاتم أظن أننا قـد إقتربنا من الجزيرة إنها تظهرهناك ( تظهرالجزيرة ككتلة منتصبة وسط البحر خضراء تضج بالحياة ) يقترب القارب بهما رويدا رويدا يصل
القارب إلى شاطئها يرسوا القارب بهما بينما ينزل عمرأغراضه من على ظهرالقارب يقف حاتم مشدوها لمنظرالجزيرة الرائع المزين بحدائقها الغناء
وطيورها الشدية
رابح حمودة
حاتم ( بدهول ) ياإلهي لم أكن أتصور بأنها بكل هذا الحسن والجمال
عمر أنت لم ترى شيئا بعد ففيها وديان وشلالات ساحرة تسرالناظرين
حاتم أعتقد أنني إذا حدثت وائلا وفراس عن جمالها فسوف يأتيان زاحفين إليها فأنت تعرف مدى تعلقهم بالطبيعة أرى أنه حان موعد عودتي حتى نأتيك
فاتحين
عمر أتمنى ألا تتأخروا عني فمجيئكم يسرني ويبعث في نفسي المزيد من الأمل والتفاؤل والثقة بالنفس من أجل تحقيق ماجئنا إليه
حاتم ( مازحا ) أو مازلت تفكر في ذلك ياعمر أرى أن أتركك الأن على أن أعود أنا ووائل وفراس ونجدك قد أقمت لنا المدينة الفاضلة فلا تنسى أن تحيطها
بأسوارمن الذهب وأن تنثرعليها الياقوت والأحجارالكريمة
عمر ( بتهكم الواثق من نفسه ) سأفعل ذلك ياحاتم وسوف ترونه قريبا
- يتجه حاتم صوب القارب يصله باليم يركبه ويأخد في تشغيل محركه بينما يقف عمرعلى الشاطيء مركزا نظراته نحوه لينطلق القارب به عائدا من
-
- حيث أتى
في المساء
يظهر حاتم ووائل وفراس وهم يجلسون حول الطاولة
فراس هي ياحاتم إحكي لنا ما الذي رأيته في تلك الجزيرة
حاتم هي مالايخطرببالكم إنها جنة فوق الأرض أزهار وإخضرار وهواء طيب وفوق هذا كله فهي تحوي شلالا ووادي عدب وماءه وطيورا شدية زاهية الألوان
وائل وهل تحوي كل هذا حقا
حاتم لم أزد ولم أنقص في شيء
فراس أنت بهذا تغرينا بالذهاب إلى هناك فأنا أرى أن ألغي كل إلتزاماتي حتى أتوجه إلى هناك
وائل وأنا أيضا أرى أن أخذ لنفسي وقتا للإستجمام
حاتم إذن على بركة الله متى نتحرك إلى هناك
وائل أرى أن نظبط أمورنا لأسبوع أو خمسة أيام وبعدها نلتحق بعمر
فراس وأنا أوافقك الرأي أيضا
حاتم حسنا وأنا أيضا
بعد مرورأيام يظهرون وهم يضعون أمتعتهم داخل القارب وبعد إنتهائهم من ذلك يقفون في إنتظارصديقم
حاتم ( بضجر ) ألا يسرع صاحبكما هذا قليلا
رابح حمودة
فراس يبدو أنه يجمع بعض إبتكاراته معه فهو مولع بها ويأخدها أينما حل وإرتحل
وائل سوف ينفعنا كثيرا وقت اللزوم إن له أفكارا مميزة ومجنونة أتذكرتلك الألة التي إخترعها فقد كانت تمخض الحليب فتصيره لبنا
فراس ( يضحك ) لقد كنا نسميها البقرة اللبون
وائل ( ضاحكا ) لكنه كان ذائما متفوقا عنا في الفيزياء والكيمياء وكل مواد المراجعة
فراس إن له عقلا كالكمبيوتريعبئه بما يشاء
وائل قل ماشاء الله ستحسده يارجل أنظرهاهوقد وصل
فراس (مازحا ) أهلا بأبي البقرة اللبون
وائل لقد تأخرت كثيرا عن موعدك لقد دعوناك فانتظرناك
ماجد لقد إنهمكت فقط في لملمة بعض أغراضي الشخصية التي أصطحبها معي إلى كل مكان
حاتم ( بملل ) هي فلنركب الأن ولنكمل حديثنا في القارب
فراس حسنا فلنصعد على ظهرالقارب إذن
يصعد الأربعة يشغلون المحرك ليبدأو في رحلتهم هاته تظهرالجزيرة رويدا رويدا ليزيد سرورهم وهم يرونها جنة على الأرض يقتربون من شاطئها ماإن يرسو
القارب على شاطئها حتى ينزل الأربعة متأملين مندهشين في روعة الخلق وفجأة يحاصرهم رجلان ملتحيان وهم يحملان رشاشات يقف الأربعة مشدوهين من
هول الموقف رافعين أيديهم
حاتم من أنتم وما الذي تفعلونه هنا أظهر الكل ..
وجهك أسمر
ولبسك أحمر
وكلامك يقع على أذني مثل السكر
أنا بين العشاق لايهمني المظهر
فما أحب فيك هو الجوهر
قلبي لك كالبرتقال يعصر
أنا عند رؤياك أدبح وأنحر
أحترق في أمكنتي كعود العنبر
أه ينزل مني عرقي كالمطر
بقلم رابح حمودة
تأليف
رابح حمودة
قصة قصيرة بقالب مسرحي عربية دارجة
الناقد 1 رابح حمودة
أخيرا حطت الطائرة بالمطار بعد غياب 20 عاما قضاها بالغربة عاد من جديد يشده الحنين لرؤية وطنه من جديد في صورة أفضل مما كان يراه عليه كان يحارب كل مايراه فاسدا في مجتمعه متخدا ... الناقــــــد
تأليف
رابح حمودة
قصة قصيرة بقالب مسرحي عربية دارجة
الناقد 1 رابح حمودة
أخيرا حطت الطائرة بالمطار بعد غياب 20 عاما قضاها بالغربة عاد من جديد يشده الحنين لرؤية وطنه من جديد في صورة أفضل مما كان يراه عليه كان يحارب كل مايراه فاسدا في مجتمعه متخدا من قلمه سلاحا وأفكاره وأراءه دخرا يجود به على وطنه إنه معارض شرس
هبط من مدرج الطائرة بخطوات متثاقلة ثقل سنين الغربة أخد يستنشق هواء بلده الذي غاب عنه كأنه يتنفس مسكا وطيبا فاخرا ويجيل بصره ويمده في الأفاق كأنه يراه لأول مرة في حياته
داخل بهو المطار لاح له مشهد رجال الشرطة ومسؤلي الختوم وضع حقائبه أمام شباك الختوم
الشرطي عدت فادخل مرحبا بك في بلدك
الناقد والله الدنيا تبدلت بزاف واقيلا راهم ضربو فيها دوش للبلاد
هناك في زاوية المنتتظرين رأى أهله الواقفين من بعيد هرول صوبهم يشده الحنين للقياهم أخد يحتضنهم ويسلم عليهم جملة ودموع الشوق تفيض من عينيه
الإبن ماكنا نراك إلا في الصور التي تبعثهم من حين إلى حين
ومانسمع صوتك إلا في التلفون وعبرالساتيلايت والله غيرنا مكدبين كيفاش رانا نشوفوك اليوم بلحمك ودمك واليوم رايحين نقعدوالكل كيف كيف من المطارللدار
الناقد جيت ياحبابي باش نموت في بلادي ياولوكان في سيلونا ياو كرهت لبعاد حتى اشتقت للموت في هاذ لبلاد أنا ديني الإنتقاد وتعرية الفساد اللي عم فالبلاد
الإبن أحنا ولادك ومحتاجينك بعد طول الغياب اللي عشناه من وراك سنين وسنين
الناقد 2 رابح حمودة
الناقد حطوني ارحلت واقنعوا بالذكريات ياولاد لوكان يسكتوا اللي ربيتهم ووهبتهم القدرة والعناية على القول والفعل اشكون اللي يفتح لعيون على العيوب ويدفع الأدى على الوطن
الأخ ياخويا ماراكش تشوف بلي كاين إصلاح قاعد يصير
الناقد اللي راني متأكد منوا أنو الفساد راه تراكم طبقات فوق بعض
الصديق ماراكش تشوف بلي راهم خلاو حلمنا يتحقق بهاذ الجلسة الهنية
الناقد هذا يحتم عليا باش نخمم عللي جاي وراها
فجأة يرن جرس الهاتف الإبن يدهب ليرفع السماعة
الإبن ألو شكون على الخط
القهرمان هنا بيت الناقد اللي رجع على بساط الريح اللبارح
الإبن انعم هذا هو انقولو شكون
القهرمان عقبوا وماتحوسش تفهم
الإبن بابا راهم عليك
الناقد واش كنت انقول لكم كلشي راح يبان درك
الناقد ألو شكون معاي
القهرمان أنا قهرمان من لبرونش تاع عين اللاز
الناقد واش تسحق من عندي
القهرمان نتمناو تحضر لعندنا فالوقت اللي يناسبكم .....بيب بيب بيبpip
الناقد بدات اللعبة نتاع توم وجيري
الناقد 3 رابح حمودة
في اليوم التالي وقفت سيارة سوداء أمام باب المنزل ونزل منها رجلان بدت على تقاسيم وجهيهماملامح قاسية
دقا الباب بقوة فتحت الزوجة الباب
الرجل الأول أين زوجك
الزوجة إنه في مكتبه
الرجل أخبريه أن يسرع فهو يعرف الموعد
الزوجة حسنا
بعدها بعشرة دقائق خرج الناقد من البيت حاملا في جعبته الكثير من الأسئلة التي تدور في خلده ركب السيارة عصب أحد الرجلين عينيه وبعد مسيرة ساعتين بالسيارة وجد نفسه داخل غرفة صغيرة يحيط به رجلان بزي عسكري
الناقد ينظر صوب المكتب فيرى هاتفا ومكتبة صغيرة ملأى بالكتب
الناقد وهاذالمكتبة وين راح مولاها
العسكري شوفها واللي يخصك نجيبوهولك ياو كاين حتى تليفون
الناقد فيه غير الصفر
العسكري بصفرين تقدر تكومينيكي le monde
الناقد والفاتورة شكون اللي يدفعها
العسكري عين اللاز وحتى الفاكس والإيمايل وكون تحب نبعثولك سكرتيرة تونسك وزيد بزيادة هاذو الكل راهم حوايج تاع ناس كانوا يستعملوهم لأغراض شيطانية
الناقد باين عليهم كانوا مثقفين بزاف
الناقد 4 رابح حمودة
العسكري نظن بللي راح تكون فرحان وانت تطالع فالممنوع
الناقد مازالت الجلسة الأولى
العسكري نحاولوا باش مايكونش بعيد
يدق الجرس يدخل القهرمان وعلامات التجهم بادية على وجهه يتوجه صوب المكتب ويجلس
القهرمان اجلس واش بيك واقف
الناقد لالا والله غيرني نوقب فالمناقب
القهرمان واش تقصد
الناقد راني نسقس فالماناج
القهرمان اسمك
الناقد ماتعرفوهش
القهرمان الشهرة الكنية
الناقد كون انقولهالكم رايحين تضحكوا
القهرمان نوعدك بللي مانضحكوش
الناقد في عز الحر تاكلوا هاديك الفاكية المشوكة اللي يبيعوها على الطوابل ويقولوا اللي يحصل واش عندي
القهرمان تقصد ( الهندي )
الناقد لالا بالعربية يعيطولها تين الصبار
أنا من عيلة صباروإسمي عبدالصبور صبار
القهرمان المهنة
الناقد 5 رابح حمودة
الناقد مدمن معارضة
من وقتاش
في الذاخل يفوتو عشر سنين وفي الخارج عشرين
القهرمان ياصبار يانور عيونا رانا شفنا الدوسي نتاعك ورانا شفنا اللي كتبتيه وصرحت و أدليت وخطبت بيه وعرفتنا أجهزتنا الراصدة على أفكارك المستقبلية وتطلعاتك الخاصة والعامة الوطنية والقومية والعالمية وقرينا بإمعان شديد كل ما خطوه يديك في حق مولانا الملك من المأخد والبهادل وماتوصلت اليه في حقوا من السب الشتائم والتهم الشنيعة فوجدنا أيها المفكرالكبيرأنوا كل ماصدرمنك من قول ومن فعل وكل مايتردد في رأسك من الخواطروالأفكارصحيح مئة في المئة وهو مما لا يصدر إلا في خاطرغيورعلى وطنه حتى ولو تلوث بأمورخاطئة لنقص في المعلومات التي تتوارد إليك وعليه قررنا الأتي عدم مسئولية الأستاذ عبد الصبور صبار عن كل ماكتب وصرح وباح
الناقد واقيلا تغيروا حوايج بزاف في غربتي الناس كل الناس ( الظاهر أنوا الكلام كل الكلام أصبح مباح ) صبحوا يكتبوا ينتاقدوا ويندوا لكن لا تأثير الأحاسيس راهي ماتت ولقلوب راهي تحجرت ولعقول راهي تجمدت واستوى عند الناس الفرح والحزن الضحك والبكاء اللذة والألم الحياة والموت الخير والشر ياربي وألطف ياربي وألطف ياربي وألطف
إنتهى
بقلم رابح حمودة أظهر الكل ..