وقف خيال الظل يزهو بجلبابه القصير وعمامته المحبوكة فوق رأسه.. رأي الكثير من القش يستطيل ويتدلى حول رأسه.. أخذ منه بعضا ليصنع به ذقنا.. نظر في المرآة بتيه وعُجب.. وقال: منظري يوحي بالحكمة هكذا.. يوحي بالتُقى.. فلماذا لا أكون ناصحا وواعظا.. وقبل كل شيئ لابد وأن أُكمل نصف دينى. سوف أتخذ لي زوجة أجعل منها نموذجا لباقي نساء العالم .. ولتكتمل صورتي بها.
تزوج خيال الظل.. امتلأ البيت بالقش.. فازداد زهوه.. طلب من زوجته أن تنجب له الكثير من خيالات الظل الصغيرة.. فامتثلت لأوامره.. ... رأسٌ محشوة بالقش
وقف خيال الظل يزهو بجلبابه القصير وعمامته المحبوكة فوق رأسه.. رأي الكثير من القش يستطيل ويتدلى حول رأسه.. أخذ منه بعضا ليصنع به ذقنا.. نظر في المرآة بتيه وعُجب.. وقال: منظري يوحي بالحكمة هكذا.. يوحي بالتُقى.. فلماذا لا أكون ناصحا وواعظا.. وقبل كل شيئ لابد وأن أُكمل نصف دينى. سوف أتخذ لي زوجة أجعل منها نموذجا لباقي نساء العالم .. ولتكتمل صورتي بها.
تزوج خيال الظل.. امتلأ البيت بالقش.. فازداد زهوه.. طلب من زوجته أن تنجب له الكثير من خيالات الظل الصغيرة.. فامتثلت لأوامره.. فزين رأسها بكثير من القش.
وراح يملأ حوائط البيت بالملصقات المفعمة بالحكمة .. صدقته زوجته فيما يزعم.. وفي يوم حاولت إزالة بعض القش عن رأسها .. فسمعت زوجها يهمس في هاتفه ويحاكى امرأة أخرى بكلمات صادمة .. أزالت بعضا آخر من القش.. ففهمت أن زوجها مجرد خيال ظل .. يطنطن ببعض العبارات الرنانه ويصيح بالمُثل العليا ويتخذ له ثوب الزاهد العابد ..بينما هو يعربد خلف الصورة المرسومة له.. واجهته ببعض مما يجيش بنفسها.. فهاج القش في رأسه .. حبك العمامة .. وقال لها:.. الآن أصبحتِ لا تناسبين طموحاتى.. أنا مضطر للزواج بأخري.. فأنتِ مشغولة بصغارك وأنا من حقي أن أتمتع بما وهبنى الله من صحة وشباب.
جرَّتْ الزوجة صغارها وقبل أن تخرج من بيته أزالت كل ما علق بثيابهم من قش واستنشقت هواء الحرية النظيف.. وتركت له ملصقا مكتوب عليه"خيالات الظل تعبث برؤوسها العصافير وشتان بين الرجولة وخيالات الظل" أظهر الكل ..
تحميل ..
يتململ "مروان" في سريره.. الجو لاسع البرودة.. يحاول مغادرة السرير ولكن الدفء يجذبه .. يسمع طرقات علي بابه أجبرته علي النهوض.. فتح الباب .. وجد ساعي البريد يسلمه استدعاء إلي السفارة المصرية .. اندهش كثيرا.. ماله ومال السفارة.. ماذا يريدون منه.. هو لا علاقه له من قريب أو بعيد بهذا الشأن.. ظل ينظر إلي الورق .. يتأكد من الاسم المطلوب.. نعم هو نفس الاسم ونفس العنوان .. ساورته الظنون وتضاربت الأفكار في رأسه .. قطع الشك باليقين وارتدى ملابسه وذهب من فوره إلي السفارة .. استقبله رجل ... الماضي يعود ميتا
يتململ "مروان" في سريره.. الجو لاسع البرودة.. يحاول مغادرة السرير ولكن الدفء يجذبه .. يسمع طرقات علي بابه أجبرته علي النهوض.. فتح الباب .. وجد ساعي البريد يسلمه استدعاء إلي السفارة المصرية .. اندهش كثيرا.. ماله ومال السفارة.. ماذا يريدون منه.. هو لا علاقه له من قريب أو بعيد بهذا الشأن.. ظل ينظر إلي الورق .. يتأكد من الاسم المطلوب.. نعم هو نفس الاسم ونفس العنوان .. ساورته الظنون وتضاربت الأفكار في رأسه .. قطع الشك باليقين وارتدى ملابسه وذهب من فوره إلي السفارة .. استقبله رجل أنيق ..سلم عليه قائلا البقاء لله..
اتسعت حدقتى "مروان" .. وجم قليلا ثم قال للرجل الأنيق: يبدو أن هناك لبساً ما في الأمر.
سأله الرجل في ثبات: ألم تكن مروان أحمد محمد البوهي؟ من بلدة سروهيت منوفية ؟ ووالدك غادر البلاد منذ عشرون عاماُ.
قال مروان: نعم.
استكمل الرجل حديثه قائلا: اليوم جاءت لنا إشارة باستلام جثة والدك.. وهذه بعض المتعلقات الدالة عليه.. وأردف الرجل يشير إلي الصورة قائلا: وجهك يحمل ملامحه كاملة.
سكت "مروان" ناظراً إلي الأرض.. فقد ثقلت رأسه بذكريات قاسية مر بها مع أمه التى ذاقت الأمرين في سبيل توفير لقمة العيش لهم بعدما تركها رجلها دون أن يفكر كيف ستوفر هذه السيدة المسكينة الحياة لأربعة أطفال.. كان يراها "مروان" وهي تتوجع طوال الليل من عناء العمل في بيت فلانه وعلانه، وقضاء حوائج بعض السيدات العاملات مقابل بضع نقود تسد رمقهم بالكاد.. كثيرا ما رأي دموعها وهي تشكو لله ذلها وهوانها وتخلي الجميع عنها.
تذكر أنه أصبح رجلا مسئولا وهو مازال في سن الطفولة.. لم ينعم بطفولته كباقي أقرانه لم يلعب بألعابهم ولم يلهو مثلهم.. بل كان يساعد والدته التى أرهقتها مطالب الحياة..
قطع الرجل الأنيق تتابع الذكريات بقوله: ماذا ستفعل؟ هل ستستقدم جثة والدك؟
رد من فوره: ادفنوه سيدى في المكان الذي اختاره ليعيش فيه كل هذا العمر. أظهر الكل ..
تحميل ..
صرت أبحث بين ثنايا قلبي عن فرحة صغيرة كانت تجري بين يدي وتمرح بكفها الصغير ... في هذا المساء بدا قلبي حزينا برغم من أحاطونى بالورود والهدايا والقلوب المحبة.. اليوم يوم ميلادى الحزين.. لم أعد أشعر بلون الأيام ولا معناها .. فحياتى كلها صارت بين كفين صغيرتبن وبسمة وضحكة من قلب رقيق لا يعلم من الحياة إلا ان الحب هو ما أعطيه له وما أذوبه له في كؤوس أصبها في وعاء صغيرتى ، حتى تكبر علي المودة والحب.. ولكن يدٍ آثمة تخطفها من بين ضلوعي وتسقيها مرارة الأيام وهي مازالت أناملها لا تقوى علي رد هذا العدوان.
صرت أبحث بين ثنايا قلبي عن فرحة صغيرة كانت تجري بين يدي وتمرح بكفها الصغير علي خدى وتقبلنى وتأمرنى بالضحك علي حركاتها الرقيقة وكلماتها المبتورة من بعض الحروف
حضنها الصغير أجمل ما في حياتى .. حرمنى منها القدر وأعطانى كل بهجة الحياة
فتوسلت القدر أن يعطينى فقط صغيرتى الجميلة .. فهى البهجة الحقيقية التى يموت قلبي بدونها. أظهر الكل ..
تحميل ..
نُبْذة
المكتبة مشاهدة الكل
لا كتب لحد الآن في هذه المكتبة
المتابِعون (131)
مشاهدة الكل
المتابَعون (2)
مشاهدة الكل