" البحث عن القمر "
محمود حمدون
===
انطلقت بصحبة صديق بحثا عن القمر, فقد شاع خبر عن اقتراب القمر من طرف المدينة البعيد قبيل الطريق الدائري بمنطقة خلاء بعيدة عن العمران , وقيل أنه يهبط ليلا ليلهوا مع الأطفال, فذهبنا سويا وقطعنا مسافة كبيرة وكلما أجهدنا التعب سمعنا صياح الأطفال ولهوهم من بعيد ورأينا ضياء تتلألأ وتفترش الأرض من كل جانب فنسرع الخطى وصدورنا مفعمة بأمل , لكننا سرنا مسافة كبيرة جدا حتى أدركنا التعب فتوقفنا, فإذا بنا لم نبرح مكاننا .
" البحث عن القمر "
محمود حمدون
===
انطلقت بصحبة صديق بحثا عن القمر, فقد شاع خبر عن اقتراب القمر من طرف المدينة البعيد قبيل الطريق الدائري بمنطقة خلاء بعيدة عن العمران , وقيل أنه يهبط ليلا ليلهوا مع الأطفال, فذهبنا سويا وقطعنا مسافة كبيرة وكلما أجهدنا التعب سمعنا صياح الأطفال ولهوهم من بعيد ورأينا ضياء تتلألأ وتفترش الأرض من كل جانب فنسرع الخطى وصدورنا مفعمة بأمل , لكننا سرنا مسافة كبيرة جدا حتى أدركنا التعب فتوقفنا, فإذا بنا لم نبرح مكاننا .
أظهر الكل .." مشاعر "
محمود حمدون
===
نزع الطبيب السمّاعة الطبية من أذنيه ورسم على وجهه حزنا مصطنعا , قائلا : قد فعلت ما وسعتني قدرتي ومهارتي المهنية , لكن قضاء الله سبق كل شيء .
خيّم صمت على رؤوس الجميع وإن لم يستمر أكثر من دقيقة ثم تفرقوا وقد سيطرت عليهم مشاعر متناقضة .
" الأمير "
محمود حمدون
====
عاش حياته على شفا جرف هار , فكلما عزم على فعل إلاّ ولاحقه سوء الحظ كقرين من الجن , يمتزج بأنفاسه ويجري بجسده مجرى الدم في العروق .
يصل دائما في اللحظة الأخيرة التي ينطلق فيها القطار , حاملا أثقاله على كتفيه فلا يستطيع اللحاق به يراه أمامه كزئبق يتسرب من بين يديه وأصابعه .
قضى حياته سيدا للحظة الأخيرة وأميرا للفرص الضائعة وملك متوّج على عرش أمنياته الكثيرة .
" الأمير "
محمود حمدون
====
عاش حياته على شفا جرف هار , فكلما عزم على فعل إلاّ ولاحقه سوء الحظ كقرين من الجن , يمتزج بأنفاسه ويجري بجسده مجرى الدم في العروق .
يصل دائما في اللحظة الأخيرة التي ينطلق فيها القطار , حاملا أثقاله على كتفيه فلا يستطيع اللحاق به يراه أمامه كزئبق يتسرب من بين يديه وأصابعه .
قضى حياته سيدا للحظة الأخيرة وأميرا للفرص الضائعة وملك متوّج على عرش أمنياته الكثيرة .
أظهر الكل .." التيه "
محمود حمدون
====
" لا حول ولا قوة الا بالله " تلك كانت آخر عبارة سمعها قبل أن يفيق من غيبوبته وقد زعم الناس أنهم رأوه صباح اليوم نائما على رصيف الشارع بكامل ملابسه التي تنمّ عن ذوق وتشي بوضع اجتماعي جيد لصاحبها .
فتح عينيه فرأى وجوه كثيرة تحملق وتنظر إليه بعضها يرتسم عليها جزع حقيقي وأخرى تتصنّع الحزن وقلّة تتشفى دون مواراة . جلس بينهم ثم تحسس رأسه بيديه ونفض بعض الغبار والأدران التي علقت بملابسه , وأسئلة كثيرة تدور في رأسه.. من أنا ؟ وماذا أفعل هنا ؟ و ...
" التيه "
محمود حمدون
====
" لا حول ولا قوة الا بالله " تلك كانت آخر عبارة سمعها قبل أن يفيق من غيبوبته وقد زعم الناس أنهم رأوه صباح اليوم نائما على رصيف الشارع بكامل ملابسه التي تنمّ عن ذوق وتشي بوضع اجتماعي جيد لصاحبها .
فتح عينيه فرأى وجوه كثيرة تحملق وتنظر إليه بعضها يرتسم عليها جزع حقيقي وأخرى تتصنّع الحزن وقلّة تتشفى دون مواراة . جلس بينهم ثم تحسس رأسه بيديه ونفض بعض الغبار والأدران التي علقت بملابسه , وأسئلة كثيرة تدور في رأسه.. من أنا ؟ وماذا أفعل هنا ؟ ومن هؤلاء ؟
شعر بيد تربت على كتفه , وصوت يقطر عذوبة وأبوّة لعجوز يقول : هوّن عليك ياولدي , لعلك بخير , ثم قدم له كوب من الماء ورجاء للناس بأن يذهب كلّ إلى شأنه , دقائق معدودات وانفض الجمع , واصبح وحيدا إلاّ من رصيف يجلس عليه وكمية لا بأس بها من الأتربة تعلو هامته وتعلق بملابسه .
فترة قصيرة لعلها ساعة أو تزيد , يجلس واجما ينظر للأمام ولا يرى شيئا , يعصر ذهنه علّه بتذكر شيئا أو أحدا يعرفه . تذكر أن بعض الوجوه كانت تاسف لحاله ووجد حقدا ونظرة تشفّي في وجوه البعض , دليل أن هؤلاء يعرفونه جيدا أو يعرفون من أين أتى ؟
قام متثاقلا يتعثر في خطاه , بحثا عن العجوز , سأله راجيا إن كان يعرفه من قبل ؟! أو يعلم هؤلاء بحاله وأشار للناس , أطرق العجوز للأرض قائلا : يا ولدي حالك كحال هؤلاء وكحالي فجميعنا لا نعرف من أين اتينا ونجهل من نحن ؟ لعلك تسال عمّا لا نملك إجابة عنه .
-لكني لا أعرف أحد هنا . إلى أين أمضي ؟! هل أظل ملتصقا بهذا الرصيف ؟
ضحك العجوز حتى بان بفمه خواء ككهف مظلم وقال : لكلّ رصيف وزاوية يتحصّن بها أو يتخفّى وراءها فجميعنا أسرى أماكن لا نمت لها بصلة وربما لا نرغب فيها .
أظهر الكل .." ثلاث ورقات "
محمود حمدون
===
صاحب نظر ثاقب وذكاء فطري يقترب كثيرا من الخبث والدهاء , نحيفا وكأن بينه وبين الطعام خصومة وثأر مبيّت , ورغم أنه يأكل بنهم مغالى فيه لكن وزنه ثابت على موقفه لا يتغيّر أبدا.
شاحب البشرة ينتعل صندلا صيفا وشتاءً مع بنطال أزرق كالح وقميص كان أبيض اللون في الماضي.
رأس ماله طاولة خشبية قديمة محمولة على مسندين يحملهم جميعا على كتفيه , ومعهم ثلاثة ورقات من أوراق اللعب في جيبه.
يقيم على ناصية أحد المقاهي الشعبية , حيث يضع طاولته ثم ين ...
" ثلاث ورقات "
محمود حمدون
===
صاحب نظر ثاقب وذكاء فطري يقترب كثيرا من الخبث والدهاء , نحيفا وكأن بينه وبين الطعام خصومة وثأر مبيّت , ورغم أنه يأكل بنهم مغالى فيه لكن وزنه ثابت على موقفه لا يتغيّر أبدا.
شاحب البشرة ينتعل صندلا صيفا وشتاءً مع بنطال أزرق كالح وقميص كان أبيض اللون في الماضي.
رأس ماله طاولة خشبية قديمة محمولة على مسندين يحملهم جميعا على كتفيه , ومعهم ثلاثة ورقات من أوراق اللعب في جيبه.
يقيم على ناصية أحد المقاهي الشعبية , حيث يضع طاولته ثم ينادي المارة وروّاد المقهى للحضور للمشاهدة ثم يضع الثلاثة ورقات أمامه و يخلطها بسرعة بخفّة يد أمام المشاهدين ويطلب تحديد الورقة التي تحمل صورة " الولد " من بينها , ينقسم الحضور لمجموعات ثلاثة كل واحدة تراهن على ورقة محددة , ينتظر حتى تهدأ النفوس وتشرأب مستطلعة لإزاحة الغموض عن الأوراق الثلاثة المقلوبة على وجوهها.. بحثا عن " الولد "
يتفحّص وجوههم فيرى طمعا متأصلا ورغبة عارمة في الفوز السهل السريع المريح , آنذاك يضع شرطه الوحيد وجائزته , أن يضع كل راغب في المراهنة مبلغا من المال على الورقة التي يراهن عليها , فيندفع الجميع دون وعي لوضع أيديهم في جيوبهم وإخراج ما بجعبتهم من مال للمراهنة به سعيا وراء حلم في مكسب كبير يتخفّى وراء ورقة لعب.
دقائق كثيرة تمر وهو يتمعّن في الوجوه مرة أخرى قبل قلب أوراق اللعب أمامهم, مشيرا لهم وعينيه تتفحصهم وتكاد تخترق عظامهم , أنه خلط الأوراق أمامهم وأنهم رأوا بأعينهم الورقة التي تحمل " الولد " وهي تتأرجح يمينا ويسارا , ثم ذّكرهم بأن الحياة مكسب وخسارة و يرفع كل ورقة ليكشف عن وجهها ببطء شديد بينما علامات الحسرة والخيبة ترتسم على وجوه الخاسرين واللهفة ممزوجة بشبق الأمل على وجوه المنتظرين ..
أظهر الكل .." حُلم على قارعة الطريق "
محمود حمدون
====
وجدت أحدهم يجلس على قارعة الطريق , يضع على عينيه عصابة تخفي وجهه ويمد يده اليمنى كإشارة مرورة تعترض طريق الفراغ , باسطا كفّه للمارة كمن يستجديهم .
وكلما تفضّل أحدهم بمال ووضعه في يده , إلاّ ونهره وألقى بالمال على طول ذراعه.
راقبته فترة ثم تقدمت منه وسألته لماذا تمّد يدك كأنك تستجدي الناس ثم ترفض الإحسان؟!
قال بصوت رخيم كأنه يأتي من بئر عميق : لا حاجة ليّ باحسان أو صدقة من أحد. إنما أمد يدي آملا أن ألمس حُلم فق ...
" حُلم على قارعة الطريق "
محمود حمدون
====
وجدت أحدهم يجلس على قارعة الطريق , يضع على عينيه عصابة تخفي وجهه ويمد يده اليمنى كإشارة مرورة تعترض طريق الفراغ , باسطا كفّه للمارة كمن يستجديهم .
وكلما تفضّل أحدهم بمال ووضعه في يده , إلاّ ونهره وألقى بالمال على طول ذراعه.
راقبته فترة ثم تقدمت منه وسألته لماذا تمّد يدك كأنك تستجدي الناس ثم ترفض الإحسان؟!
قال بصوت رخيم كأنه يأتي من بئر عميق : لا حاجة ليّ باحسان أو صدقة من أحد. إنما أمد يدي آملا أن ألمس حُلم فقدته منذ سنوات طويلة , وعسى أن أستشعر ما غاب وتاه عن ذاكرتي .
أظهر الكل .." النداء "
محمود حمدون
====
سمعت بالأمس طرقا خفيفا على الباب , كان الوقت متأخرا يتجاوز منتصف الليل بقليل .
فتحت الباب قلقا , فوجدت عجوزا , حيّاني بأدب واعتذر عن تطفله في وقت كهذا .
سألته من يكون وماذا وراءه ؟
دون أن يرفع عينيه من الأرض , قال : إن أبيك يقرؤك السلام ويسأل عن سبب هجرانك له ؟
تذكرت أبي فخجلت من نفسي كثيرا وقلت : لعله يلتمس عذرا فمشاغل الحياة فوق ما يستطيع البشر الآن , ثم استرسلت في الحديث فترة عمّا أفعل في دنياي حتى تذكرت أن أبي مات من ...
" النداء "
محمود حمدون
====
سمعت بالأمس طرقا خفيفا على الباب , كان الوقت متأخرا يتجاوز منتصف الليل بقليل .
فتحت الباب قلقا , فوجدت عجوزا , حيّاني بأدب واعتذر عن تطفله في وقت كهذا .
سألته من يكون وماذا وراءه ؟
دون أن يرفع عينيه من الأرض , قال : إن أبيك يقرؤك السلام ويسأل عن سبب هجرانك له ؟
تذكرت أبي فخجلت من نفسي كثيرا وقلت : لعله يلتمس عذرا فمشاغل الحياة فوق ما يستطيع البشر الآن , ثم استرسلت في الحديث فترة عمّا أفعل في دنياي حتى تذكرت أن أبي مات منذ عشرات السنين ولا أذكر عنه سوى رحلة ذهابه الأخيرة لبلدته البعيدة بالصعيد , رحلة دون عودة , طيف من ذكرى باهتة فكيف بمن مات أن يبعث مرسالا ليذكّرني بالهجران والجفوة ؟
أفقت عن شرودي على مواء قطة صغيرة خائفة ترتجف من البرد , ولم أجد العجوز .
أظهر الكل .." السعي "
محمود حمدون
===
لست أدري من أين ظهر , فقد وجدته فجأة أمامي وكأنما ظهر من العدم , واقفا سامقا كبناية شاهقة ,فرفعت بصري إليه حتى أصل إلى نهايته , فرمقني من أعلى نظرة شفقة وكأنما يعلم عجزي عن بلوغ الغاية .
ولما يئست , اعتصمت بالصمت وآثرت أن أتفحصه من جميع جوانبه , لا تبدو هيئته ممن نعرفهم هنا , شخص غريب على المكان وعن الجميع , يرتدي ملابس احترنا في وصفها فلا هي عصرية حديثة ولا قديمة تمت لزمن فائت.
سألناه مرارا عن وجهته ومن أين أتى , فلم نظفر منه سوى بابت ...
" السعي "
محمود حمدون
===
لست أدري من أين ظهر , فقد وجدته فجأة أمامي وكأنما ظهر من العدم , واقفا سامقا كبناية شاهقة ,فرفعت بصري إليه حتى أصل إلى نهايته , فرمقني من أعلى نظرة شفقة وكأنما يعلم عجزي عن بلوغ الغاية .
ولما يئست , اعتصمت بالصمت وآثرت أن أتفحصه من جميع جوانبه , لا تبدو هيئته ممن نعرفهم هنا , شخص غريب على المكان وعن الجميع , يرتدي ملابس احترنا في وصفها فلا هي عصرية حديثة ولا قديمة تمت لزمن فائت.
سألناه مرارا عن وجهته ومن أين أتى , فلم نظفر منه سوى بابتسامة تأكل نصف وجهه وغمغمة أقرب لحديث طفل دون الثانية من العمر .
مشواره اليومي يبدأ قبيل الفجر بقليل , كنّا نسمع خطاه وصوت أقدامه يقطع شارع بطل السلام من بداية مقام الشيخ " حسن " نهاية بكوبري البحاري , جيئة وذهابا دونما كلل أو ملل , لا يعيقه برد شتاء ولا يوقف سعيه لهيب صيف قائظ .
وينتهي سعيه بحلول العشاء, حيث ينطرح وينام مكانه وينقطع نفسه حتى نحسب أنه مات من فوره , ومع اقتراب الهزيع الأخير من الليل تدب الحياة في أوصاله وينهض من جديد .
أظهر الكل .." شجرة موز "
محمود حمدون
====
رغبت ذات يوم في زراعة شجر موز و لا أعرف السبب سوى أن رغبة عارمة سيطرت عليّ ربما عشقا للموز أو لسبب آخر أجهله .
فعزمت على تنفيذ رغبتي وبعودتي قبيل المغرب من عملي كانت بصحبتي شتلة موز صغيرة , زرعتها في الفناء الخلفي للبيت. وضعتها في التربة غير عابئ بها ثم رويتها بالماء, ونفضت التراب عن يدي وملابسي ودخلت إلى منزلي كي أستريح من عناء العمل ومشوار الرجوع وتداعب أحلامي خيالات عن غابة من الموز تنمو في فناء البيت .
غفوت فترة تقترب من الساع ...
" شجرة موز "
محمود حمدون
====
رغبت ذات يوم في زراعة شجر موز و لا أعرف السبب سوى أن رغبة عارمة سيطرت عليّ ربما عشقا للموز أو لسبب آخر أجهله .
فعزمت على تنفيذ رغبتي وبعودتي قبيل المغرب من عملي كانت بصحبتي شتلة موز صغيرة , زرعتها في الفناء الخلفي للبيت. وضعتها في التربة غير عابئ بها ثم رويتها بالماء, ونفضت التراب عن يدي وملابسي ودخلت إلى منزلي كي أستريح من عناء العمل ومشوار الرجوع وتداعب أحلامي خيالات عن غابة من الموز تنمو في فناء البيت .
غفوت فترة تقترب من الساعة ثم نهضت ونظرت من شرفة غرفتي التي تطل على الفناء الخلفي والشارع فوجدت شجرة موز عظيمة تئن من وطأة ثمارها الصفراء اللون التي تسر الناظرين وتثير الشهية . كما سمعت جلبة عظيمة تزداد حدتها بمرور الوقت فأسرع بالنزول لأجد جمعا من القردة مختلفة الأحجام تتقافز وتتقاتل على شجرة الموز في عراك دامي .
أظهر الكل .." الشوق الجارف "
محمود حمدون
=====
= أتذكرك جيدا . وأتذكر أني رأيتك من قبل وربما تحدثنا سويا .
لم أرك من قبل ولعلها المرة الأولى التي ألتقيك الآن فدعني وشأني , فمثلي مُثقل بهموم ولا وقت لديّ لترهاتك .
= أقسم لك أني أعرفك لكني لا أتذكر أين رأيتك بالتحديد ومتى .!
رجاء فأنت تحجب عني نور الشمس وتمنع الهواء فكفّ عني حديثك .
لكنيّ أعرفك وأتذكر أني رأيتك وحادثتك من قبل .
وماذا تريد ؟
= لا أعلم سوى أن شوقا كبيرا يجذبني إليك ويمنعني من الانصراف ...
" الشوق الجارف "
محمود حمدون
=====
= أتذكرك جيدا . وأتذكر أني رأيتك من قبل وربما تحدثنا سويا .
لم أرك من قبل ولعلها المرة الأولى التي ألتقيك الآن فدعني وشأني , فمثلي مُثقل بهموم ولا وقت لديّ لترهاتك .
= أقسم لك أني أعرفك لكني لا أتذكر أين رأيتك بالتحديد ومتى .!
رجاء فأنت تحجب عني نور الشمس وتمنع الهواء فكفّ عني حديثك .
لكنيّ أعرفك وأتذكر أني رأيتك وحادثتك من قبل .
وماذا تريد ؟
= لا أعلم سوى أن شوقا كبيرا يجذبني إليك ويمنعني من الانصراف عنك , فرجاء أن تتذكر أنت أين التقينا ومتى ؟
وكيف أتذكر ما لم يحدث ؟
ولما اخترتني أنا بالذات لتقصّ عليّ حكايتك . فالمارة من حولنا كٌثر فلماذا أنا ؟
= أعزك الله وهل نملك من أمرنا شيئا ! تلك أقدارنا نحملها على ظهورنا كأكفاننا , لمّا رأيتك أنبأني هاتف بأني أعرفك لكني لا أتذكرك فرجاء أن ترفع عني معاناتي وأن ترأف بحالي .
أظهر الكل ..