حاولت أن أشارك معكم هذا الكلام للعالم (نيل ديغراس تايسون)،عالم أمريكي مختص بالفيزياء الفلكية،ونقلت لكم بالحرف الواحد هذا الكلام من شريط شاهدته له، ،فأحببت أن أتشارك معكم هذه الأسطر وكلمات ربما كل شخص مر بنفس التجربة أو أنه الآن في تجربة،أو أنه رسب بالإجابة عن الأسئلة، والآن في مختبره يجيب عنها،أترككم مع هذه الأسطر.
عندما تكون طفلا يملك والديك كل الأجوبة،سواء كانوا يعرفون أم لا؟ ثم سيأتي وقت تدرك أن والديك لا يملكون كل الأجوبة على الأسئلة التي طرحتها،ليس هذا فقط، ستصل إلى مرحلة تطرح فيها ...
حاولت أن أشارك معكم هذا الكلام للعالم (نيل ديغراس تايسون)،عالم أمريكي مختص بالفيزياء الفلكية،ونقلت لكم بالحرف الواحد هذا الكلام من شريط شاهدته له، ،فأحببت أن أتشارك معكم هذه الأسطر وكلمات ربما كل شخص مر بنفس التجربة أو أنه الآن في تجربة،أو أنه رسب بالإجابة عن الأسئلة، والآن في مختبره يجيب عنها،أترككم مع هذه الأسطر.
عندما تكون طفلا يملك والديك كل الأجوبة،سواء كانوا يعرفون أم لا؟ ثم سيأتي وقت تدرك أن والديك لا يملكون كل الأجوبة على الأسئلة التي طرحتها،ليس هذا فقط، ستصل إلى مرحلة تطرح فيها تساؤلات حيث لا أحد يعرف الإجابة،وهذه مرحلة مرعبة من النضج الفكري،كيف أننا لا نعرف الجواب؟ كيف يعقل ذلك؟ ماذا؟ كيف؟
وإذا نظرت إلى تاريخ الأشياء المجهولة في ثقافتنا،ستجد أن الدين قد لعب دوراً أساسيا في ذلك،الأديان بمختلف معتقداتها.
إذا رجعنا إلى زمن اليونان القديمة،رغم أننا نسميها '' أساطير '' إلا أن في حقيقة دينهم،الإله ''زيوس ''،في معتقدات الإغريق الدينية هو أب الآلهة والبشر.'' وبوسيدون ''، حسب الأساطير اليونانية القديمة هو ابن الجبارين ''كرونوس وغايا ''، وشقيق كل من '' زيوس وهيرا '' و''ديميتر '' إلهة الأرض والخصب.
كانت هناك عاصفة،فأنا لا أعرف أي شيء عن العواصف،لا أعرف شيء عن '' تأثير كوريوليس '' !!، أو العلاقة التي تربط بين المحيط والجو،أو الرطوبة والرطوبة النسبية،لا أعرف أي شيء عن أي ذلك بعد!!!.
فكان جواب الإله '' بوسيدون ''غاضب.
هناك ضربة برق،إذن الإله ''زيوش' غاضب.
كانت تلك هي تفسيراتي وقد اكتفيت،وهكذا،فإنني لست بحاجة أن أعيش في حالة عميقة من الجهل بشأن العالم من حولي، وتأثيره على حياتي.بعد الموت ليست لدي أي فكرة،هل فعلا سأتعفن تحث الأرض؟
لا بل ستعيش في مكان آخر...
ستكون...في '' فالهالا '' ويقصد بها القاعة الموجودة في العالم الآخر التي يذهب إليها من مات في المعارك ويعيشون فيها بسعادة بضيافة أودين.
أو في السماء بالجنة،أو أي شيء يوفر الدين حسب عقيدته.
لا يمكن أن تصبح عالما إذ كنت تحتاج أن يكون لكل سؤال إجابة،لأن الأسئلة ذاتها التي ليست لا إجابات هي التي تجذبك إلى المختبر كل يوم.
لذلك، يجب أن يكون هناك نوعا من التحول،جزء من هو أنك لا تنمو حقاً من مرحلة الطفولة،لأنك دائما تطرح الأسئلة،لكنك نجحت بالتحول بالقول:ما هو سؤال لا يجهله أبوي فحسب، لكن لا أحد يعرف الإجابة!!،وسوف أقوم بإنشاء مختبر بأكمله لإيجاد تلك الإجابة،وعندما تجد تلك الإجابة،فإنها ستكون واحدة من أعظم اللحظات التي يمكن أن تحصل لك في حياتك.
ــــــــــــــــــــــــ
مقتطف من أحد الأشرطة للعالم (نيل ديغراس تايسون)،عالم أمريكي مختص بالفيزياء.
نقله:#سفيان_الرتبي.
أظهر الكل ..حاولت أن أشارك معكم هذا الكلام للعالم (نيل ديغراس تايسون)،عالم أمريكي مختص بالفيزياء الفلكية،ونقلت لكم بالحرف الواحد هذا الكلام من شريط شاهدته له، ،فأحببت أن أتشارك معكم هذه الأسطر وكلمات ربما كل شخص مر بنفس التجربة أو أنه الآن في تجربة،أو أنه رسب بالإجابة عن الأسئلة، والآن في مختبره يجيب عنها،أترككم مع هذه الأسطر.
عندما تكون طفلا يملك والديك كل الأجوبة،سواء كانوا يعرفون أم لا؟ ثم سيأتي وقت تدرك أن والديك لا يملكون كل الأجوبة على الأسئلة التي طرحتها،ليس هذا فقط، ستصل إلى مرحلة تطرح فيها ...
حاولت أن أشارك معكم هذا الكلام للعالم (نيل ديغراس تايسون)،عالم أمريكي مختص بالفيزياء الفلكية،ونقلت لكم بالحرف الواحد هذا الكلام من شريط شاهدته له، ،فأحببت أن أتشارك معكم هذه الأسطر وكلمات ربما كل شخص مر بنفس التجربة أو أنه الآن في تجربة،أو أنه رسب بالإجابة عن الأسئلة، والآن في مختبره يجيب عنها،أترككم مع هذه الأسطر.
عندما تكون طفلا يملك والديك كل الأجوبة،سواء كانوا يعرفون أم لا؟ ثم سيأتي وقت تدرك أن والديك لا يملكون كل الأجوبة على الأسئلة التي طرحتها،ليس هذا فقط، ستصل إلى مرحلة تطرح فيها تساؤلات حيث لا أحد يعرف الإجابة،وهذه مرحلة مرعبة من النضج الفكري،كيف أننا لا نعرف الجواب؟ كيف يعقل ذلك؟ ماذا؟ كيف؟
وإذا نظرت إلى تاريخ الأشياء المجهولة في ثقافتنا،ستجد أن الدين قد لعب دوراً أساسيا في ذلك،الأديان بمختلف معتقداتها.
إذا رجعنا إلى زمن اليونان القديمة،رغم أننا نسميها '' أساطير '' إلا أن في حقيقة دينهم،الإله ''زيوس ''،في معتقدات الإغريق الدينية هو أب الآلهة والبشر.'' وبوسيدون ''، حسب الأساطير اليونانية القديمة هو ابن الجبارين ''كرونوس وغايا ''، وشقيق كل من '' زيوس وهيرا '' و''ديميتر '' إلهة الأرض والخصب.
كانت هناك عاصفة،فأنا لا أعرف أي شيء عن العواصف،لا أعرف شيء عن '' تأثير كوريوليس '' !!، أو العلاقة التي تربط بين المحيط والجو،أو الرطوبة والرطوبة النسبية،لا أعرف أي شيء عن أي ذلك بعد!!!.
فكان جواب الإله '' بوسيدون ''غاضب.
هناك ضربة برق،إذن الإله ''زيوش' غاضب.
كانت تلك هي تفسيراتي وقد اكتفيت،وهكذا،فإنني لست بحاجة أن أعيش في حالة عميقة من الجهل بشأن العالم من حولي، وتأثيره على حياتي.بعد الموت ليست لدي أي فكرة،هل فعلا سأتعفن تحث الأرض؟
لا بل ستعيش في مكان آخر...
ستكون...في '' فالهالا '' ويقصد بها القاعة الموجودة في العالم الآخر التي يذهب إليها من مات في المعارك ويعيشون فيها بسعادة بضيافة أودين.
أو في السماء بالجنة،أو أي شيء يوفر الدين حسب عقيدته.
لا يمكن أن تصبح عالما إذ كنت تحتاج أن يكون لكل سؤال إجابة،لأن الأسئلة ذاتها التي ليست لا إجابات هي التي تجذبك إلى المختبر كل يوم.
لذلك، يجب أن يكون هناك نوعا من التحول،جزء من هو أنك لا تنمو حقاً من مرحلة الطفولة،لأنك دائما تطرح الأسئلة،لكنك نجحت بالتحول بالقول:ما هو سؤال لا يجهله أبوي فحسب، لكن لا أحد يعرف الإجابة!!،وسوف أقوم بإنشاء مختبر بأكمله لإيجاد تلك الإجابة،وعندما تجد تلك الإجابة،فإنها ستكون واحدة من أعظم اللحظات التي يمكن أن تحصل لك في حياتك.
ــــــــــــــــــــــــ
مقتطف من أحد الأشرطة للعالم (نيل ديغراس تايسون)،عالم أمريكي مختص بالفيزياء.
نقله:#سفيان_الرتبي.
أظهر الكل ..مرَّ أمامه جثمان وهو يحدق به بصمت واقف بدون حراك، عينيه تشاهده، في الهواء متجها نحوى لا عودة، لا يستطيع أن يفعل شيء، يلوم نفسه،يلوم الأقدار،يلوم كل شيء يأتي في ذهنه، لم يتحمل المشهد فحاول الابتعاد عن النَّحِيب الذي يعّم الجو،لا يريد أن يلتقي بأحد يكلم نفسه وهو في الطريق الاغتراب: ''عندما يستوطنك شبح الموت لايفارقك، آنذاك تنتظر من يتطوع لكي يغطى جلدك بالتراب فتعرف أن فقدان الحياة أمر صعب جداً.''
ألكسندرا،الإنسانة التي رأى فيها ذاته، خلقتها الصدفة في يوم ماطر، حيث التقيا ب ...
مرَّ أمامه جثمان وهو يحدق به بصمت واقف بدون حراك، عينيه تشاهده، في الهواء متجها نحوى لا عودة، لا يستطيع أن يفعل شيء، يلوم نفسه،يلوم الأقدار،يلوم كل شيء يأتي في ذهنه، لم يتحمل المشهد فحاول الابتعاد عن النَّحِيب الذي يعّم الجو،لا يريد أن يلتقي بأحد يكلم نفسه وهو في الطريق الاغتراب: ''عندما يستوطنك شبح الموت لايفارقك، آنذاك تنتظر من يتطوع لكي يغطى جلدك بالتراب فتعرف أن فقدان الحياة أمر صعب جداً.''
ألكسندرا،الإنسانة التي رأى فيها ذاته، خلقتها الصدفة في يوم ماطر، حيث التقيا بقرب من بحيرة التي بجانب المدينة،كانوا الوحيدين هناك، نظرا للجو البارد الذي لا يوحي بالتنزه، لكن الأقدار لعبت دورها كما يقول انطونيوس وهو يراقب البط التي لا تخف من المطر عكس سكان المدينة ، مسح كرسي الحديقة من القطرات التي التصقت به ،استنشق بعمق رائحة التربة ،وفتح مظلته المخططة بالأسود والأبيض،بها ثقب صغير بين كل دقيقة أو دقيقتين،تتسلل قطرة ماء وتسقط في رأسه،تزوده بانتعاش رغم برودة الجو.
صوت المطر على المظلة كان كفيل بتنويمه وأخذه إلى عالمه الخاص حيث هو الحاكم به،أغمض عينيه وبدأ ينسج واقعه كما يحب، يخاطب ذاته:
__انطونيوس ألم يحن الوقت الخروج من هذا العالم،لقد مللت كل شيء لا أحد يفهمك،لا أحد يحترم أفكارك، حتى عملك كمدرس لم يحترموه، رسالتك التي تريد منها إلى التقدير معنى الإنسانية تجاهلوها، و آباء التلاميذ بدأوا يشككون في معتقداتك ،رغم لنا معتقد واحد الفرق في فهم هذا المعتقد، إذن الاغتراب الوسيلة الوحيدة للابتعاد عن هذه الأفكار المتوحشة.
توقف المطر،وتوقف معه عالمه عن الحراك،إلى أنه سمع صوت بكاء هادئ،يحطم سكون البحيرة،لمح بجانبه فتاة جالسة لوحدها من دون مظلة، ثيابها مبللّة بالكامل تبكي. لم يرى عينيها لأنها مسندة على ركبتيها فقط شعرها الأشقر المبلل متبعتر على كتفيها،لم يفهم الحكاية،أو أنها البداية!!!، تساؤلات راودته يحاول التخلص منها،لكنه لم ينجح في ذلك:
__ هل أقوم من موضعي لكي أعرف ما سبب؟ لا ليس من حقي أن أسأل ،ولما لا !! ونحن هنا لوحدنا ربما تحتاج إلى المساعدة،أين هي إنسانيتك أيها الأبله؟
الإنسانية!!! هذه ليست الإنسانية، فكما جئت إلى هنا كي أغوص في وجودي الخاص هي أخرى جاءت تفرغ كيانها من خلال البكاء،إذن لن أذهب إليها.
يسترق النظرات في كل فرصة أتيحت، له لم يستطع مقاومة المشهد،فأغلق مظلته،وخطى خطوة إلى الأمام متجها نحوى العذراء الباكية،اقترب شيئاً ما ارتبك قليلا،ووضع يده على كتفيها ثم تكلم:
ــــهل أنت بخير؟
لحضه سكتت وبدأت ترتجف من البرد ; فقد كانت لا تحس بالجو وهي منغمسة بالبكاء،رفعت رأسها لكي ترى من هذا الذي كسَرَ أحاسيسها،المبللة،وقعت عينيها به ارتبكت قليلا ومسحت دموعها بمنديل أبيض اللون تتوسطه وردة حمراء أفرطت السماء بسقيها،تكلمت:
ـــــ لا عليك أنا بخير أشكرك على الاهتمام.
ــــ العفو هذا واجب هل بإمكان أن أجلس قربك إذ لم أكن ضيف ثقيل عليك.
ــــ تفضل فالمقعد ليس مقعدي أنا مجرد ضيفة هنا.
ــــ حقاً نحن كلنا ضيوف هنا ويجب أن نحسن التعامل،بالمناسبة أدعى انطونيوس.
ـــــ سعدت بمعرفتك،اسمي ألكسندرا.
لمس دقنه بيده وبدأ يردد:
ــــ ألكسندرا ألكسندرا ألكسندرا !!!
ـــــ ما خطبك!!
ــــ ـلقد خانتني الذاكرة من جديد ،نسيت أين سمعت بهذا الاسم.
ـــــ نعم هناك روايات عديدة أتذكر واحدة منها روتها لي جدتي،كانت فتاة تدعى ألكسندرا ففكرت هذه الشابة المؤمنة في زوال العالم وشهواته من منظره وأقداحه التي لا تدوم، فاختارت أن تتوارى عن العالم وما به من عثرات ولا هي تعثر أحد أيضاً. فذهبت إلى أحد الأماكن المهجورة خارج المدينة، وأقامت في مكان يشبه القبر. وأغلقت على نفسها تاركه طاقة صغيرة لتأخذ احتياجاتها منها وقد ساعدتها في هذا الأمر صديقتها لها اسمها ميلاينا وكانت امرأة مؤمنه فكانت تهتم بمعيشتها وتحضر لها طعامها البسيط من الخبز والملح وذلك مدة اثنتى عشر عاماً.
كانت من مواطني الأسكندريه من أبويين مسيحيين وكانت فتاة تقية خائفة الله جميلة المنظر وفى يوم من الأيام وهى سائرة في الطريق نظر إليها شاب روماني مصارع وتدنست أفكاره بسبب رؤيا ها. وابتدأ الشيطان يلعب برأسه وأطاع الشاب هذه المشورة فألتهب قلبه بخطيئة الزنا وأراد أن يسقط هذه الطاهرة معه. فلما علمت هذه القديسة بما يخططه هذا الشاب تحققت انه سيهلك بسببها و أحس ذلك الشاب أن هذه الفتاة الطاهرة اكتشفت ما يخططه لها فخاف لئلا تتكلم عنه وتشهر به.
وفى يوم ذهبت صديقتها ميلاينا كعادتها تحضر لها طعامها وطرقت على الباب فلم تجيبها بكلمة فعلمت أن روحها صعدت إلى السماء.
أحب القصة والطريقة التي كانت تحكي بها،ولكنه لم ينسى بكائها ووحدتها بالحديقة،لذلك حاول أن يفهم ما سبب بكاء هاته الشقراء.
ـــــ ـإذن من هنا أتى اسمك،هههه أنا أمزحك معك.
ـــــ امزح كما شئت فلك الحق في ذلك،فالحياة أمامك.
ــــ نعم كذلك أنتِ الحياة أمامك.
تكلمت بنبرة حزينة:
ـــ أنا !!!! لقد انتهت حياتي هنا فربما تكون آخر شخص غريب تراه عيناي،الحياة سهلة جدا،لكن عندما تفرض عليك الأشياء لاتكن تنتظرها،تحطمك وتحطم أمالك،وتحطم كيانك وأفكارك، وعالمك كل شيء،بسبب دخيل لا أعرفه،ولا أعرف من سألومه، إن الحياة نحن من يجْعّلها صعبة في أذهاننا، دائما ما نفكر بالسلبيات،فكيف لنا أن تكون الحياة سهلة وفي باطن تفكيرنا السلبيات؟ ولكن عندما يستوطنك شبح الموت لا يفارقك، آنذاك تنتظر من يتطوع لكي يغطى جلدك بالتراب فتعرف أن فقدان الحياة أمر صعب جداً.
اندهش إلى خطابها العميق، كأنها تتحدث عنه، نسجت تلك الأفكار مبعثرة حول ذاته ولا تزال دموعها يكسوها الغموض ،ـلسانه لا يعرف ماذا يقول، !!فلسفته تبخرت أمامها بين النسيان ،وصوتها يترنح من أذن إلى إذن أخرى يقول: '' عندما يستوطنك شبح الموت لا يفارقك، آنذاك تنتظر من يتطوع لكي يغطى جلدك بالتراب فتعرف أن فقدان الحياة أمر صعب جداً.''
أومأ برأسه وسألها:
ـــــ ألكسندرا لماذا انتهت حياتك بهذه السهولة؟
ـــــ آآآآه ،لم أكن أنتظر منك هذا السؤال، فلست أنا المطالبة بالإجابة عليه ،ولكنني سأخبرك، هناك ضيف داخل جسمي، عشقه جسدي ويريد تدميره، فقد أخبرني الطبيب أن مرض السرطان قد بنى عشه ولا يريد أن يبتعد فقررت أنا الابتعاد عنه،لأن أيامي أصبحت كلها متشابهة ومعدودة، لذلك لا أريد أن أرى نفسي من دون حاجبين،من دون شعر، نحيفة، ووالدي يبكيان علي ،هذا كله بسبب لا أعلم !! أريد الموت أريد الموت أريد الموت هكذا.
فتح عينيه، مرَّ أمامه جثمان وهو يحدق به بصمت واقف بدون حراك، عينيه تشاهده، في الهواء متجها نحوى لا عودة،لا يستطيع أن يفعل شيء، يلوم نفسه، لأنه لم يستطع إقناعها، يلوم الأقدار،يلوم كل شيء يأتي في ذهنه، عَلِمَ أن آلكسندرا قد ودعت الحياة بموافقة والديها اللذان لم يرحبا بالفكرة ولكنها أصرت على الموت و المغادرة إلى المجهول ، لم يتحمل المشهد فحاول الابتعاد عن النَّحِيب الذي يعّم الجو،لا يريد أن يلتقي بأحد يكلم نفسه وهو في الطريق الاغتراب:
''عندما يستوطنك شبح الموت لا يفارقك، آنذاك تنتظر من يتطوع لكي يغطى جلدك بالتراب فتعرف أن فقدان الحياة أمر صعب جداً.''
-------------------------
بقلم #سفيان_الرتبي.
أظهر الكل ..------------------------------
وصلت،وأخيرا ابتعدت عن الوطن بعدما أخد شبابي وشردني وأنا واحد من أبنائه،تعلمت منذ الصغر ولازلت كلمات أستاذي تترنح بين أذني '' brain drain ''أو هجرة الأدمغة شيء دنيء، فالإنسان يجب عليه أن يكافح في وطنه، ولا يغادره. لم أفهمه جيداً،ماذا يعني ب هجرة الأدمغة ،سأله أحد التلاميذ النجباء في القسم،وأنا أستمع بعمق لأن الموضوع أثارني كثيراً.
__التلميذ: أستاذ ماذا تعني بهجرة الأدمغة؟.
__الأستاذ: تعني هجرة العلماء والمتخصصين في مختلف فروع ...
------------------------------
وصلت،وأخيرا ابتعدت عن الوطن بعدما أخد شبابي وشردني وأنا واحد من أبنائه،تعلمت منذ الصغر ولازلت كلمات أستاذي تترنح بين أذني '' brain drain ''أو هجرة الأدمغة شيء دنيء، فالإنسان يجب عليه أن يكافح في وطنه، ولا يغادره. لم أفهمه جيداً،ماذا يعني ب هجرة الأدمغة ،سأله أحد التلاميذ النجباء في القسم،وأنا أستمع بعمق لأن الموضوع أثارني كثيراً.
__التلميذ: أستاذ ماذا تعني بهجرة الأدمغة؟.
__الأستاذ: تعني هجرة العلماء والمتخصصين في مختلف فروع العلم من بلد إلى آخر طلباً لرواتب أعلى أو التماساً لأحوال معيشية أو فكرية أفضل...فأنت مثلا أتنبأ لك بمستقبل زاهر لذكائك الخارق،إن أصبحت عالماً فيجب عليك خدمة الوطن أولاً،هل فهمت؟
استنتجت من كلامه أن الموضوع لا يهمني،لأني أعلم من مستحيل أن أصبح عالماً أو كاتباً كنت أؤمن آنذاك أنه من يجلس في مقدمة لقسم شخص متميز حتى الأستاذ كان يهمشنا أنا وصديقي لأننا دائما نجلس في الوسط مختبئين من نظراته وأنا أنتظر صوت الجرس يخبرني بانتهاء الحصة، يأتي دائما ونحن منهمكين بالكتابة،كان صوته مثل صفير إعلان خروج السجناء من الزنزانة..
ها أنا ذا بعيد عن أرضي ،هربت من وحش وظلم الوطن،بعدما واصلت دراستي الجامعية،وأخذت’' ليسانس’’ ،وبعد انتظار طويل،من دون جدوى،قررت المغادرة باحثاً عن الكرامة وعن الإنسانية تاركاً ورائي دموع الأبوين حاولت منعي،لكني كنت مصمم،اخترت هجرة الأدمغة،عفواً رغم أنه مصطلح متعلق بالعباقرة،حتى أنا عبقري أملك دماغاً وأفكاراً قد تتبلور إذ وجدت واقعاً يقدر الغير ويهتم بأفكاره،ليس دائما العبقري هو من يخترع لنا أدوات وأشياء ،العبقري هو من يفكر بحسن التفكير العبقري هو من يتعامل بإنسانية ، العبقري هو من يبدع لوحة في كيانه ويحاول الوصول إليها،هذا مادفعني للهروب من الوطن،لأن وطني ،إذ كتبت شيئاً يهمشونك ،إذ اخترعت آلة يعتقلونك،إذ طالبت بالتوظيف يعنفونك،إذ حاولت التفكير يقمعونك، العبقري هنا من يملك أكثر، العبقري هنا من يدفع أكثر،العبقري هنا من يبتسم في وجه الظلم، حتى الحب هنا يجب عليك أن تكون عبقري،أي يجب أين يكون لديك خبرة إما في الكذب أولديك الكثير من المال ،لأن العنصر الأنثوي هنا لا يؤمن بأشخاص يحتاجون لتضحية،العنصر الأنثوي هنا يحب كل ما يتعلق بالمظهر،العنصر أنثوي هنا يعرف كيف ينطق بمفاهيم عقلانية،لكنه لا يطبقها فهو ‘‘عبقري’’، فكيف لي أن أعيش هنا أيتها الشمس وضوءك المجاني يحجبوه عنا؟
أنا هنا الآن بعيد كل البعد عن الواقع المر،عن الكابوس، الذي كان يحجب الرؤية،استعدت شبابي،واستعدت كرامتي، لم أكن أريد الهروب لكنهم من حطموني، يُعلِموننا أن هناك '' الأمل '' لكن من أين يأتي؟
إن الأمل تصنعه أنت والأقدار كذلك ،لأن هذان المفردان رفاق أحاديثنا، فكم منا يعرف شخص نهايته الموت ويخبره بالتشبث بالأمل،وكم من فعل ومعاناة صادرة من جهات مسؤولة تختبئ وراء القدر.إن الخالق لا يمكن أن يقدر للإنسان أمور خبيثة، لقد ترك لنا الحرية ونحن بهذه الحرية نصنع قدرنا والإرادة تحكم وتحدد ، لازلت أتذكر عندما اتصلت بأبي و أخبرته أني هنا في أوضاع جيدة وعن قريب سأصدر أول مجموعتي القصصية، بكى من فرحة لأنه يعلم الآن أصبحت إنساناً،كان حلم أبي أن يراني قربه بوظيفة مرموقة،لأن مسيرتي الدراسية كانت بها عراقيل تركت أبي في صدمة ثلاث سنوات،لأني كررت السنة على توالي،الكل تفاجئ،حتى بدوري الصدمة خيمت على وجهي،أحسست في تلك اللحظة أني أفشل إنسان على وجه الأرض،لم أكلم أحد في تلك الفترة .الدموع جفت،لم يقف معي أي أحد، فقط أبي من ساندني رغم أني أنظر إلى ابتسامته بها خيبة أمل وحزن عميق وكان سبب رسوبي ،أني كنت أعاني من فوبيا الخوف من بعض المواد مثل الفيزياء والرياضيات ولم يقدرني أحد،الكل ينظر إلي نظرة كسل واشمئزاز حتى عائلتي لم أسلم منها من حديث فكان المنعطف الذي غير مجرى تفكيري،فصنعت أمل بنفسي،وغيرت قدري،وأنا الآن بفضل صديقي من ساعدني على مرور إلى ضفة أخرى ، كان متفوق في دراسته إلا أنه لم يتابع وبات حلمه الهجرة،تركني هنا أصارع أمواج عاتية لازلت أتذكر الحديث الذي كان يدور بيننا:
'' سألت السمكة الصغيرة أمها: كيف نتأكد من أننا على قيد الحياة، فأجابت الأم: لأننا نسبح ضد التيار، السمك الميت يطفو مع التيار ''
رغم أني أعرف السباحة،لكن السباحة ضد التيار تتعبك وفي نفس الوقت تقوي وهذا ما حصل لي.
رنَّ الهاتف ،الساعة تشير إلى 6.30 صباحاً أيقضني صوت صديقي وهو يصرخ:إنني أنتظرك أيها الأحمق بالمحطة،لا تتأخر فاليوم هو اليوم الأخير لك، إنها مبارة التوظيف التي سوف تحدد مصيرك،وانقطعت المكالمة،علمت أني لازلت بغرفتي وفي وطني،مجرد حلم مرة أخرى يخونني،لكنني تذكرت أن علي أن أسبح ضد التيار.
-------------------------
بقلم:#سفيان_الرتبي.
أظهر الكل ..