كالأسد الجريح يستلقي على الأرض من الحزن، على وجهه علامات الحزن والتعب، كرجل حاز من هموم الأرض جبالا، كذلك رأيته عندما دلفت إلى حجرته في ذاك المساء الحزين، ألقيت السلام إليه لكنه لم يرد، كلمته لم يجب، اقتربت منه استقرئ حالته فرأيت لمعان دموعه الصافية تنساب من عينيه ببطء ينم عن شجن عظيم، مددت يدي أمسح دموعه فأشاح بوجهه الى الجهة الاخرى، حاولت أن اكلمه ان امسح على رأسه لكنه كان ينفر مني، ظللت بجانبه إلى ان ارخى الليل سدوله، وهو على حاله لا يتحرك، لا يبارح مكانه إلا للصلاة ثم يعود، وكنت أصلي معه ...
كالأسد الجريح يستلقي على الأرض من الحزن، على وجهه علامات الحزن والتعب، كرجل حاز من هموم الأرض جبالا، كذلك رأيته عندما دلفت إلى حجرته في ذاك المساء الحزين، ألقيت السلام إليه لكنه لم يرد، كلمته لم يجب، اقتربت منه استقرئ حالته فرأيت لمعان دموعه الصافية تنساب من عينيه ببطء ينم عن شجن عظيم، مددت يدي أمسح دموعه فأشاح بوجهه الى الجهة الاخرى، حاولت أن اكلمه ان امسح على رأسه لكنه كان ينفر مني، ظللت بجانبه إلى ان ارخى الليل سدوله، وهو على حاله لا يتحرك، لا يبارح مكانه إلا للصلاة ثم يعود، وكنت أصلي معه مأموما وفي حياتي لم أصلي معه صلاة بتلك الخشوع، ولم ارى منه خشوعا كالذي رأيته منه ذاك المساء، وقط لم تسمع أذني أروع ولا أحزن من قراءته للقرآن في صلاته تلك، كان يقرأ بتروٍ وحزن شديدين، كنت أحس بالدموع تنزل من عيونه مدرارا وهو يتلو قوله سبحانه وتعالى:
[وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ، وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ، وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ، وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ، وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ، إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ، وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ].
كنت أحيانا أصلي خلفه، لكن اليوم أحسست أن صلاته ليست كالتي شهدتها معه، كان يفرغ بحارا من الهموم في كل مرة يقوم للصلاة، دقت الساعة معلنة الحادية عشر ليلا وهو على حاله، لا يتحدث ولا يتحرك، استأذنته للانصراف واتجهت الى الباب، وهنا سمعت حشرجة كأن أحدا يتحدث، عدت الى غرفته فوجدته هو من كان يتكلم:
'' أحببناهم يا صاحبي، وملكناهم قلوبنا، نصبناهم ملوكا على عروشنا وارتضيناهم شركاء في أمورنا، منحناهم حق الأمر، والتنفيذ علينا صار سمعا وطاعة، همسنا في أذانهم أننا عشقناهم وعشقنا الأرض تحت أقدامهم، أحببناهم يا صاحبي وكنا لهم الدفء إذا اشتد البرد في الشتاء، كنا النسيم لهم إذا ما لفحتهم حرارة الصيف، كنا الربيع البهيج إذا ما غامت السماء وحل الخريف، كنا يا صاحبي الورد والطل، الزهر والفجر بعد الليل، كنا يا صاحبي وكنا، وكنا، ولم نعد نجد لأنفسنا مكانا لان نكون كما كنا، ثار هؤلاء علينا واقسموا ان يكونوا السيف فوق رقابنا، وابتغوا السيطرة، يا صاحبي أحببناهم وكنا لقلوبهم السكينة والأمان، لروحهم الطمأنينة والسلام، لمحياهم البهاء والوقار، يا صاحبي أحببناهم فهل جزاء حبنا لهم، خيانة في الحب، أسر للنفس، قمع للتعبير، سجن للمتمرد، هتك للزمن الجميل، أحببناهم فكان المقابل إعراضا عن حبنا للوطن، إنكارا لجميلنا، أين وعودهم يا صاحبي، اين قسمهم، في مسجد وساحة وشاطئ، وداخل كل بيت، لم يصرون يا صاحبي على انتزاع الفرحة التي تغمرنا لرؤياهم، لم يصرون على زرع الوجع، وتجريعنا مرارة الأشجان، يا صاحبي أتراني أحلم؟ّ! أم مسني طائف من الجن فصرت أهذي .. يا صاحبي .. يا صاحبي .. أين أنت؟!! ''.
ثم استفاق ليجدني أيضا فقط جزء من ترهات نفسه المتعبة، وأنني ما رأيت دموعه وما صليت خلفه مأموما وما سمعت حديثه ...
وما كنت صاحبه ..
بقلم : #يوسف_أعراس
أظهر الكل ..عندما تتواهى قوانا، ويتصدع فينا جدار الصبر, وينخر صلبنا الوهن، وتغدوا معادلة البقاء مرهونة بمدى قوة العاصفة القادمة، تراه يصمد هذا الجدار ام لا؟! في هذه المعادلة المتشابكة الخيوط نكون قد وصلنا إلى مرحلة الانهيار او الثانية الأخيرة ما قبل السقوط.
عندما تصبح أرواحنا مجرد ورقة خريف متساقطة، صفراء متشردة، تتقاذفها الريح هنا وهناك، وقد تخلت عن خدماتها الاشجار، ويمسي القلب كانه جندي انهكته الحرب فلا هو يقبل عليها ولا هو يدبر عنها، حتى إذا ولى شطره للموت تزاورت هي الأخرى عن كهفه ذات اليمين وإذ ...
عندما تتواهى قوانا، ويتصدع فينا جدار الصبر, وينخر صلبنا الوهن، وتغدوا معادلة البقاء مرهونة بمدى قوة العاصفة القادمة، تراه يصمد هذا الجدار ام لا؟! في هذه المعادلة المتشابكة الخيوط نكون قد وصلنا إلى مرحلة الانهيار او الثانية الأخيرة ما قبل السقوط.
عندما تصبح أرواحنا مجرد ورقة خريف متساقطة، صفراء متشردة، تتقاذفها الريح هنا وهناك، وقد تخلت عن خدماتها الاشجار، ويمسي القلب كانه جندي انهكته الحرب فلا هو يقبل عليها ولا هو يدبر عنها، حتى إذا ولى شطره للموت تزاورت هي الأخرى عن كهفه ذات اليمين وإذا غربت تقرضه ذات الشمال وهو في فجوة منه.
عندما تنهكنا الحياة، وتمعن في جلد ما تبقى من كياننا المتصدع، تنتزع مع كل جلدة جزءا من تلك الروح الصفراء المشردة، فتلتفت يمنة ويسرة لعلك تجد جدارا لا روح فيه تستند اليه، أو عصا تتكأ عليها، وتوغل في البحث حتى تنسى الألم بالالم. فلا ترى غير القفر الذي انت تحياه.
تتسآل من أنا؟! من أكون؟! كومة من وجع نبت على أرض قفر لا زرع فيها ولا ماء، أصفر غامق يحيل بالشحوب، حتى في الوجع شاحب كشحوب الموت،..
وتتسآل لم هذا العذاب؟! ولم الالم، مالي اوزع المواساة كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها.. وانت من يواسيك، من يشعر بك، من يفدر تغيراتك، من يرى الشحوب الذي علا محياك، ويرى الصفرة التي كست عيناك؟!
من يقول اي فلان رفقا بحالك ساعة اني أراك وهنت.
من يراك في تخبطك وثورتك فيمسح بيده الحانية : هدئ من روعك ولا تحزن إن الله معنا.
من يعظك في ضعفك بعد ان كنت تعظهم؟!
من يبث في نفسك الامل وانت كنت تزرعه فيهم؟!
من ينثر عبير اليقين بالعطاء وانت كنت تنثره عليهم؟!
من يدلك على الطريق وانت كنت للسبيل دالا لهم؟!
من يقيم جدار روحك المنهد على عتبات اليأس؟!
من ينسى نفسه ليقيم صلبك الذي لان وانطوى؟!
من يوثرك اليوم على نفسه ويشد عضدك بروحه؟!
أظهر الكل ..منذ متى كنت تراني هكذا؟ متى رأيتني حزينا لاويا؟ متى كنت.محبطا مهزوما لا أقدر على شيء؟! ألا يدخلك العجب؟
بلى .. دعني أجيب مكانك .. فأنا اعرفك.. ودعني اتقمص شخصيتك.
ولكن ما بك تحدث إلي .. انا فلان رفيق دربك تحدث الي ..
نعم هذا ما.كان عليه الحوار في حالة غير التي عليها اليوم..
ستقول لي أولست تعذرني لأنني لست بخير
- سأعذرك نعم .. سأعذرك إذا كنت في حالتي الدائمة
- وما الفرق؟
- الفرق شاسع والبون أشسع .. الفرق كالامس مع اليوم وكالرجل والمرأة والمرأة..
< ...منذ متى كنت تراني هكذا؟ متى رأيتني حزينا لاويا؟ متى كنت.محبطا مهزوما لا أقدر على شيء؟! ألا يدخلك العجب؟
بلى .. دعني أجيب مكانك .. فأنا اعرفك.. ودعني اتقمص شخصيتك.
ولكن ما بك تحدث إلي .. انا فلان رفيق دربك تحدث الي ..
نعم هذا ما.كان عليه الحوار في حالة غير التي عليها اليوم..
ستقول لي أولست تعذرني لأنني لست بخير
- سأعذرك نعم .. سأعذرك إذا كنت في حالتي الدائمة
- وما الفرق؟
- الفرق شاسع والبون أشسع .. الفرق كالامس مع اليوم وكالرجل والمرأة والمرأة..
- مممم
- لا تتعجب .. الفرق ان حالتك الدائمة تتأرجح بين الحزن والصفو.. فليس غريبا علي أن أجدك حزينا .. فقد اعتدت ذلك واعتدت التواجد بجانبك .. ارعاك واهدئ روعك واخفف ألمك وأعالج جرحك.
- مممم... بلى
- ولكنني يا سيدي الصديق لست مثلك في الحزن والصفو .. ولست ممن يطفو على سطح يومهم الغم .. ولست ممن يتردد عليهم دائما .. او بعبارة أصح لا يبدون حزنهم. لكن يا سيدي الرفيق هل كنت سعيدا وانت حزين او مسرورا وانت مغموم ووجدت السرور زائدا عندي حتى أهديك إياه.
لطالما كنت حزينا ولكنني آثرتك على نفسي وخففت وجعك فخف به وجعي، وطببت جرحك فتطبب به جرحي، وأسندت ظهرك فأُسنِد به ظهري، وهدأت من روعك فسكن به روعي..
لكنني اليوم لست ذاك الذي يستطيع فعل ما كان يفعل فقد اجحفت في حقي الأيام حتى كوت فؤادي وانقطع به رفقي، وبترت روحي حتى انكفأ منها معين صبري، وغاص الرمح في قلبي حتى طفا على وجهي سواد الغم . وتلفتت حولي في حيرتي وحزني أبحث عن جدار أركن إليه او جذع نخلة اتكأ عليه .. فإذا المدينة قد تنكرت لي وغيرت من وجهها معي، وجئت إليك ووجدتك مثلي ولكنني بنيت لنفسي أملا أن تنسى نفسك لبعض الوقت وتسندني.. وتضمني إليك تهدأ من روعي .. بنيت لنفسي أملا ان تفتديني هاته المرة النادرة وتحملني تخفف عن رجلاي ثقل جسدي .. ولكنني وجدتك جافا كالصحراء وانا تائه في فيافيها.. تعطيني درسا كيف ان المحزونان التقيا ولا حل ان ينسى احدها نفسه ويحمل غيره ..
- ممممم
- لا داعي للحديث والتبرير.. فأنت صديقي واعتدت عليك .. ولست أعاتبك ولست انتظر منك أن تخجل ولا أن تعتذر .. فما أردته لم.أجده ..ولكنني وجدت صديقي الذي يحتاجني ولم يجدني هذه المرة كما العادة.
أظهر الكل ..وهاته لأولئك المرابطين على خنادق الحياة
القابعين تحت حصار الالم
المتمردون على واقعهم الطاغية
يصارعون الزمن لينالو لقمة العيش
هاته لأولئك المشردون في دهاليز الاستبداد
المعتقلون خلف قضبان الاستغلال
فجر حريتكم قادم
والطوق المضروب حول رقابكم
سيغذو وسام الانعتاق من رق ظلامكم
وهاته لأولئك المرابطين على خنادق الحياة
القابعين تحت حصار الالم
المتمردون على واقعهم الطاغية
يصارعون الزمن لينالو لقمة العيش
هاته لأولئك المشردون في دهاليز الاستبداد
المعتقلون خلف قضبان الاستغلال
فجر حريتكم قادم
والطوق المضروب حول رقابكم
سيغذو وسام الانعتاق من رق ظلامكم
أظهر الكل ..ترقرق كنهر جارف
يكابد ألما بين الحشا قد زاد ناره
ظن في لحظة أن الذي أسكنه بين جوانحه عن خلجاته معرضا
بالله عليك هل عين فؤادك ايقنت ان روحي عن خلجاتك قد أعرضت؟
هذا قلبي ودعته
يوم على الباب أبصرتك
كنحلة تتهادى بين النحلات
متوجة بالجمال، متغنجة بالوداعة
بين يديك تتلاعب الأنوثة كفراشة
تنتقل بين الزهور والوردات
وعند عينيك تتكسر الرجولة كموج هادر
تكسر عند الصخور فعاد القهقرى بلا حول
جميلة كطفلة سمراء تنطلق جريا في الحقول< ... إلى الذي نام والدمع على خده
ترقرق كنهر جارف
يكابد ألما بين الحشا قد زاد ناره
ظن في لحظة أن الذي أسكنه بين جوانحه عن خلجاته معرضا
بالله عليك هل عين فؤادك ايقنت ان روحي عن خلجاتك قد أعرضت؟
هذا قلبي ودعته
يوم على الباب أبصرتك
كنحلة تتهادى بين النحلات
متوجة بالجمال، متغنجة بالوداعة
بين يديك تتلاعب الأنوثة كفراشة
تنتقل بين الزهور والوردات
وعند عينيك تتكسر الرجولة كموج هادر
تكسر عند الصخور فعاد القهقرى بلا حول
جميلة كطفلة سمراء تنطلق جريا في الحقول
بهية كقمر أنار في ليلة ظلماء
حسناء، فاتنة، كضبية حوراء
***
بالله عليك آآ تعرض روحي عنك
وقد ودعت روحي على شفتيك؟
اتعرض انفاسي عنك
وقد اضحيت هوائي وانفاسي؟
بالله عليك؟
#خربشات_ليلية
#يوسف_أعراس
#يوسفيات أظهر الكل ..