تأخذ بيدك نحو آفاق معرفية أرحب،حيث يمكنك :
التدوين بحرية ونشر المقالات
مراجعة، إقتباس ومناقشة الكتب
التواصل ومشاركة الإهتمامات الثقافية
كان أبو كبير عامر بن الحليس الهذلي شاعراً مجيداً، عد في فحول شعراء الجاهلية، وكان فارساً صعلوكاً، يحفل شعره بذكر الفروسية وقيمها، وقد تزوج أم الشاعر الصعلوك تأبط شراً (ثابت الفهمي)، حين كان تأبط شراً لا يزال صبياً، ولم يحبَّ أبا كبير، ولم يطمئن أبو كبير لتأبط شراً، ولما راهق بدأ يناصبه العداء، فأصبح أبو كبير يرتاب في أمره، وخشي منه أن يأخذه على غرة، فعزم على قتله، فدعاه إلى مرافقته في إحدى غاراته على أعدائه، فقبل الفتى من دون تردد، فسار به ثلاث ليال دون توقف، وكان زادهما قليلاً، حتى ظن أن الف ...
كان أبو كبير عامر بن الحليس الهذلي شاعراً مجيداً، عد في فحول شعراء الجاهلية، وكان فارساً صعلوكاً، يحفل شعره بذكر الفروسية وقيمها، وقد تزوج أم الشاعر الصعلوك تأبط شراً (ثابت الفهمي)، حين كان تأبط شراً لا يزال صبياً، ولم يحبَّ أبا كبير، ولم يطمئن أبو كبير لتأبط شراً، ولما راهق بدأ يناصبه العداء، فأصبح أبو كبير يرتاب في أمره، وخشي منه أن يأخذه على غرة، فعزم على قتله، فدعاه إلى مرافقته في إحدى غاراته على أعدائه، فقبل الفتى من دون تردد، فسار به ثلاث ليال دون توقف، وكان زادهما قليلاً، حتى ظن أن الفتى قد نال منه التعب والجوع، فنزلا في بعض الطريق، ورأيا ناراً، فعرف أبو كبير أنها لقاطعي طريق معروفين، في تلك المنطقة، تعودا على قتل الغرباء، والبطش بهم، وأخذ ما عندهم، فقال أبو كبير للفتى، وكان لا يعرف شيئاً عن الرجلين: اذهب إلى تلك النار، فالتمس لنا، أكلاً عند أصحابها، فخرج تأبط شراً إلى حيث يوجد الرجلان، فوقف على نارهما، فلما رأياه، قفز إليه أحدهما يريد أن يقتله، فأمسك به تأبط شراً، ورماه فدق عنقه، وعمد إلى الثاني فقتله، وأخذ ما كان عندهما من الزاد، وعاد إلى أبي كبير، فلما رآه، سأله: كيف فعلت مع أصحاب النار، فرمى إليه تأبط شراً ما معه من الزاد، ولم يجبه، فألح عليه أبو كبير، حتى أخبره أنه قتل الرجلين، فدخل الخوف قلب أبي كبير، لكنه مضى على عزمه على قتله.
فسارا في طريقهما، فكان أبو كبير ينام أول الليل، فيحرسه تأبط شراً، وينام تأبط شراً النصف الأخير فيحرسه أبو كبير، وفي الليلة الثالثة، ظن أبو كبير أن الفتى اطمأن إليه، وأن النوم قد أخذ منه، فأخذ حصاة صغيرة، وقذفها غير بعيد، فحركت الحشيش، فهب تأبط شراً من نومه، وسأل عن الصوت، فأنكر أبو كبير أنه سمع صوتاً، فقام يتجول، ولم يعثر على شيء، وفعل أبو كبير مثل ذلك ثلاث مرات في كل مرة يستخدم حصاة أصغر من الأولى، لكن الفتى كان يهب نشيطاً لمجرد هبة النسيم، فعرف أبو كبير أنه لن يستطيع قتله، وأن لا قبل له به، فترك محاولة قتله، وآثر السلامة. وقد أعجبته قوة ذلك الفتى وشجاعته، وفي طريق عودتهما من غارتهما، قال أبو كبير قصيدته الشهيرة التي يصف فيها قوة تأبط شراً وسرعته وجلده وكرمه.
قال فيها:
ولقد سريتُ على الظَّلام بمغشمٍ
جلدٍ من الفتيانِ غيرِ مُهبَّل
مِمَّنْ حَمَلْنَ بِهِ وَهُنَّ عَوَاقِدٌ
حُبك النِّطاق فعاشَ غيرَ مثقّلِ
حَمَلَتْ بِهِ في لَيْلَةٍ مَزْؤُودَة
كرهاً وعقدُ نطاقها لم يُحلَّلِ
فأتت به حُوشَ الجنانِ مبطَّناً
سُهُداً إذَا مَا نَامَ لَيْلُ الهَوْجَلِ
فإذا نظرتَ إلى أسرّة وجهه
بَرَقَتْ كَبَرْقِ الْعَارِضِ المُتَهَلِّلِ
وَإذَا قَذَفْتَ لَهُ الْحَصَاة َ رَأَيْتَهُ
يَنْزُو لِوَقْعَتِهَا، طُمُورَ الأخْيَلِ
وإذا رميتَ به الفجاجَ رأيته
يهوى مخارمها، هويّ الأجدلِ
وَإذَا يَهْبّ من الْمَنَامِ رَأَيْتَهُ
كَرُتُوبِ كَعْبِ السَّاقِ لَيْسَ بِزُمَّلِ
مَا إنْ يَمَسّ الأَرْضَ إلاَّ مَنْكِبٌ
مِنْهُ وَحَرْفُ السَّاقِ طَيَّ المِحْمَلِ
يُحمي الصِّحابَ إذا تكونُ كريهة
وَإذَا هُمُ نَزلُوا فَمَأْوَى الْعُيَّلِ
أظهر الكل ..إن فسحة سبعين سنة تهبها لنا الحياة القصيرة جدا إذا ما أصيبت الروح بداء الغطرسة، وطمعت في أن تعيش أبد الآبدين . لكنها طويلة جدا إذا ما كانت الروح على شيء من التواضع . إن في ميسور المرء أن يتعلم أشياء كثيرة جدا ويستمتع بأشياء كثيرة خلال سبعين سنة.
_الفيلسوف الصيني لين يوتانغ_
إن فسحة سبعين سنة تهبها لنا الحياة القصيرة جدا إذا ما أصيبت الروح بداء الغطرسة، وطمعت في أن تعيش أبد الآبدين . لكنها طويلة جدا إذا ما كانت الروح على شيء من التواضع . إن في ميسور المرء أن يتعلم أشياء كثيرة جدا ويستمتع بأشياء كثيرة خلال سبعين سنة.
_الفيلسوف الصيني لين يوتانغ_
أظهر الكل ..ذاكرة الجسد
جُلّ لقاءاتنا كانت حثيثة، كنّا نمسك بمساءاتها كمن يُمسك قِطعة جمر متأجّجة، ويومذاك، عند اللقاء الأخير، لم نبلغ كما سبق من الأيام، ليلةً أو بعض ليلة.
كنّا كالعابرين أنا وأنتِ، وثالثنا بِلالُنا المؤذِّن للهوى، الذي كان يتضرّع لنا عند كل رشفة نبيذ، ويُنادينا أن نمنح الله قُبلة.
كالكِرام مَرَرْنا ليلتذاك، لم نترك في أمكنتنا ذكرى توجعنا، لم ندع مجالاً للطّاولة إيّاها في حانة تِيطان أن ترسم ملامحنا، ولا لِنادل حانة ألزاس لورين وعاهراته الثلاث أن يُدركوا بشاعتنا، لم نَنْشأ للمُقام إلهاً، ...
جُلّ لقاءاتنا كانت حثيثة، كنّا نمسك بمساءاتها كمن يُمسك قِطعة جمر متأجّجة، ويومذاك، عند اللقاء الأخير، لم نبلغ كما سبق من الأيام، ليلةً أو بعض ليلة.
كنّا كالعابرين أنا وأنتِ، وثالثنا بِلالُنا المؤذِّن للهوى، الذي كان يتضرّع لنا عند كل رشفة نبيذ، ويُنادينا أن نمنح الله قُبلة.
كالكِرام مَرَرْنا ليلتذاك، لم نترك في أمكنتنا ذكرى توجعنا، لم ندع مجالاً للطّاولة إيّاها في حانة تِيطان أن ترسم ملامحنا، ولا لِنادل حانة ألزاس لورين وعاهراته الثلاث أن يُدركوا بشاعتنا، لم نَنْشأ للمُقام إلهاً، كنّا فقط عابريْن، كنّا كمنتحريْن يتبادلان قُبلات مُهرولة قبل النّط فوق السرير الخشبي الذي وشى بنا أزيزه.
وقبل أن يَتَنَبَّه الموتى، كنّا قد قضمنا التّفاحة مرّتين، والتفَّت السّاق بالسّاق، واقتسمنا الأمل والألم معاً، ثمّ مررنا سريعاً موقِّعين مرّة أُخرى ِبقلم العبور، عريضة الغياب.
أظهر الكل ..عُرِيّك ليلتها يا إبنة عيسى، كان أنيقاً، جسدك الأفقع الذي يشبه جبنةً بيضاءَ خالصة، كاد يلتهم سُمرتي ودُهمة الغرفة كلما تمازجنا ليلتذاك. عيناك كانتا تحوزان سحابة حزن لا تمطر، تصرّين كلما نظرتُ إليك مواراتها، لكن رماديتها القاتمة، كانت تشي بك، الفراشة التي إتخذتِها على نهدك وشماً أصابت غيرتي، ونكاية بها، تجاهلت حلمتيك الشبيهتان بحبتي كرز، ولسسْت موطئها، لكنها أبت أن تفرّ، ساقيك كانتا كزهرتا توليب على وشك التفتّق، وعانتك النّقية التي لا زغب فيها، كانت تنادي هيت لك، قبلاتك الطوفانية، كانت تزيدني ...
عُرِيّك ليلتها يا إبنة عيسى، كان أنيقاً، جسدك الأفقع الذي يشبه جبنةً بيضاءَ خالصة، كاد يلتهم سُمرتي ودُهمة الغرفة كلما تمازجنا ليلتذاك. عيناك كانتا تحوزان سحابة حزن لا تمطر، تصرّين كلما نظرتُ إليك مواراتها، لكن رماديتها القاتمة، كانت تشي بك، الفراشة التي إتخذتِها على نهدك وشماً أصابت غيرتي، ونكاية بها، تجاهلت حلمتيك الشبيهتان بحبتي كرز، ولسسْت موطئها، لكنها أبت أن تفرّ، ساقيك كانتا كزهرتا توليب على وشك التفتّق، وعانتك النّقية التي لا زغب فيها، كانت تنادي هيت لك، قبلاتك الطوفانية، كانت تزيدني عمرا غير العمر، وتستفز ّنصف الشرنقة التي كانت على جسدي، وقبل أن نموت فينا، كان كلانا يُمنطق الخطيئة، ويتوسّل فجراً وموتاً مؤجلين. تشابكنا حتى شكّلنا لوحة سريالية لرسام عصامي، ثم كانت الصيحة الأولى التي تشبه صيحة جنين غادر للتّو رحم أمه، وكنتِ يا إبنة الله كلما فرغنا، سألتني هل إمتلأتْ، وأقول هل من مزيد. وأزلفت ليلتذاك فاكهة اللذّة والنبيذ غير بعيد، نضاجعهما لهُنيهة، ثم نرجع إلى بوابة الفردوس، لنصلب الرّب، والمسيح من جديد.
أظهر الكل ..ها أمستردام
ها أنا
تحت غيمة يوم أحدٍ متشنّج، أتوشّج طوراً آخر، ألج عبر قنوات الماء إلى حلمٍ قاني بلون النّبيذ.
صخب المدينة يمتزج و عبق الماريخوانا، وشقراوات يعاكسن الريح من على صهوة درّاجات هوائية فيبدون كحوريات في طريقهن إلى الجنّة.
متشرد برأس تتدلى منه خيوط شعر مزيفة قرب حانوت بطاطا مقلية، يحمل بيمناه بيرة زهيدة، يُطعم حمائم رمادية بكسرة خبز منسيّة، ويردّد أغنية "حبّ واحد" لمغني زنجي قديم.
أزهار التوليب البنفسجية، تلوّح برأسها لرجلين يتبادلان قبلة طويلة، وأخرى ...
ها أمستردام
ها أنا
تحت غيمة يوم أحدٍ متشنّج، أتوشّج طوراً آخر، ألج عبر قنوات الماء إلى حلمٍ قاني بلون النّبيذ.
صخب المدينة يمتزج و عبق الماريخوانا، وشقراوات يعاكسن الريح من على صهوة درّاجات هوائية فيبدون كحوريات في طريقهن إلى الجنّة.
متشرد برأس تتدلى منه خيوط شعر مزيفة قرب حانوت بطاطا مقلية، يحمل بيمناه بيرة زهيدة، يُطعم حمائم رمادية بكسرة خبز منسيّة، ويردّد أغنية "حبّ واحد" لمغني زنجي قديم.
أزهار التوليب البنفسجية، تلوّح برأسها لرجلين يتبادلان قبلة طويلة، وأخرى صفراء تنحني تواضعاً كسنابل أبو الطيب المتنبي.
ترررررن
ترررررن
تررررن.
تهلّل كاتدرائية العذراء، معلنة بدقّات ناقوسها اليتيم وجود الله، فتلتهم كائنات تتسرول السواد طلباً للغفران، وغير قصيّ منها، قدّيسون، يحفّون برحمتهم نوافذ الغانيات بحي الريد لايت.
ها أنا
أمخر عباب الطريق، أنشد الحانة القديمة لأضاجع كأس الرّاح
ها أمستردام
التي إستطاعت بسحر عبثها، وتضاربها، أن تأخذني من كازابلانكا، عشقي الأول.
أظهر الكل ..هل كنت تبحث عن الصوت عن القوة عن الإحساس أو عن مجرد صورة وإنعكاس؟ رجاءا أجبني ولا تجتنبني!
فذاك الزمان الذي كنا من ألحانه نرتوي قد ولى ولم يترك لنا من ذكراه إلا دويا يخرج من صدع الذكريات......
مواكب البعد التي شيعها قلبي الردي ما عادت تملك من ماء المقلة ما يروي عطش السنين وهي تنقضي......
يا عمرا مر مرور الخيل في حلم المسافر عبر الزمن......يا جرحا يبتسم ولا يندمل ....
ومازلت تطرح ذات السؤال وأنت مدرك أن الإجابة عنه ضرب محال ....
لا تشهر سيف الحقيقة في وجه الك ...
هل كنت تبحث عن الصوت عن القوة عن الإحساس أو عن مجرد صورة وإنعكاس؟ رجاءا أجبني ولا تجتنبني!
فذاك الزمان الذي كنا من ألحانه نرتوي قد ولى ولم يترك لنا من ذكراه إلا دويا يخرج من صدع الذكريات......
مواكب البعد التي شيعها قلبي الردي ما عادت تملك من ماء المقلة ما يروي عطش السنين وهي تنقضي......
يا عمرا مر مرور الخيل في حلم المسافر عبر الزمن......يا جرحا يبتسم ولا يندمل ....
ومازلت تطرح ذات السؤال وأنت مدرك أن الإجابة عنه ضرب محال ....
لا تشهر سيف الحقيقة في وجه الكلمات فبعض الكلام ترديه حروفا مجرد تخمينات ....
رويدك رويدك أيها الماضي في طريق الحياة فخلف كل نهاية مئات البدايات.....
فدوى يحي (تونس)
أظهر الكل ..في لحظة ما كانت جيزيل تنظر بدفء من زجاج النافذة ، إلى الغبار المتطاير الذي تذروه الرياح فتقذفه بعيدا خلف الأفق . لم تكن تشعر بشيء ، كانت شبه ميتة ، تعيش حياة صامتة فوق هذا الكرسي المتحرك . لكنها تتذكر جيدا كيف أتت إلى هنا و ما الذي جعل منها دمية الريح...في هاته اللحظة دخلت الخادمة لتقدم لها طعام الغذاء و تجعلها تنام . تبا لها من خادمة ، إنها نوع من البشر الآلي الذي لا يهمه إلا تنفيذ الأوامر ، لم يكن بوسع جيزيل مقاومتها أو صفعها لأنها وبكل بساطة إمرأة مشلولة أو خيال إمراة ...شبح يعيش في الما ...
في لحظة ما كانت جيزيل تنظر بدفء من زجاج النافذة ، إلى الغبار المتطاير الذي تذروه الرياح فتقذفه بعيدا خلف الأفق . لم تكن تشعر بشيء ، كانت شبه ميتة ، تعيش حياة صامتة فوق هذا الكرسي المتحرك . لكنها تتذكر جيدا كيف أتت إلى هنا و ما الذي جعل منها دمية الريح...في هاته اللحظة دخلت الخادمة لتقدم لها طعام الغذاء و تجعلها تنام . تبا لها من خادمة ، إنها نوع من البشر الآلي الذي لا يهمه إلا تنفيذ الأوامر ، لم يكن بوسع جيزيل مقاومتها أو صفعها لأنها وبكل بساطة إمرأة مشلولة أو خيال إمراة ...شبح يعيش في الماضي بحلاوته وقساوته ، ببدايته و نهايته، تصنع منه الذكريات بطلا للمأساة. سالت دمعة ساخنة على خدها المتورد وهي متمددة على فراشها سرعان ما التهمها النوم الذي داعب عيناها. مرت بضع ساعات، شعرت به و هو يدخل غرفتها، إنه فوزي كالعادة... راح يداعب شعرها، قبلها ثم انصرف. شعرت بقشعريرة...و تملكها الرعب . تذكرت ذلك اليوم المشؤوم ، حيث كانوا يقومون بسباق الخيل هي و فوزي و ربيع ... ربيع ! كانت جيزيل تحبه و تفضله حتى عن نفسها وكان ذلك ما أوقد نيران الغيرة و الحقد في قلب فوزي الذي كان رد فعله قاسيا للغاية . كانت الأحصنة تسابق الريح و تتحدى الغبار ، سقط ربيع و لقي حتفه ، و سقطت جيزيل فكان مصيرها الشلل الذي سيلازمها طوال حياتها...فجأة لفت انتباهها زمهرير الرياح وهو يدق على زجاج نافذتها ، ابتسمت...كانت تلك معجزة، رأته... نعم رأته ، نهضت، فتحت النافذة، أمسكت بيده و ذهبت معه. ماتت جيزيل.
أظهر الكل ..قلتُ: كنْ
قال: لن أكون...
قد كنتُ وكنَّتْني حشرجة ناي حزين
ودمع كمان مزَّقت خيوطه يد العرّاف
ياصاح، استُبيح دم الموسقيين...
وتسرَّبت كل النوتات إلى أرداف الراقصات
استخبرتُ دمع العراف
واستهولتُ ما سيكون
يا صاح أتدري ما فاه به العراف؟
قال لي في ليلة جنحت إلى السكون
لاتاريخ لها...ولنا
ذات قمر
بالحزن مشحون
ستنتحر الموت بحبل سرّة مولود لم يولد،
مربوط بشجرة الزيزفون
قتلت ماشاء لها أن تقتل
والقتلة لامحال ...
قلتُ: كنْ
قال: لن أكون...
قد كنتُ وكنَّتْني حشرجة ناي حزين
ودمع كمان مزَّقت خيوطه يد العرّاف
ياصاح، استُبيح دم الموسقيين...
وتسرَّبت كل النوتات إلى أرداف الراقصات
استخبرتُ دمع العراف
واستهولتُ ما سيكون
يا صاح أتدري ما فاه به العراف؟
قال لي في ليلة جنحت إلى السكون
لاتاريخ لها...ولنا
ذات قمر
بالحزن مشحون
ستنتحر الموت بحبل سرّة مولود لم يولد،
مربوط بشجرة الزيزفون
قتلت ماشاء لها أن تقتل
والقتلة لامحالة ظالمون
أخبرني أن النجوم منطفؤون
واليمُّ ماعاد به من لؤلؤ مكنون
والعشاق عن الصبابة منكفؤون
ما الفضيلة ياصاح
غير إفك يتَدثَّره المؤمنون
والخطيئة رحمة
يقتفي أثرها الجلادون
ألا إنها القديسة
وهم لايشعرون؟
يحسبون أنفسهم ورعون
وهم على أرائك الغيِّ قاعدون
ذي الرّدى تنتحر
ما هم الآن فاعلون؟
(عبد الرفيع الاومليكي)
أظهر الكل ..- صرت أكثر وسامة .. في زيارتك الماضية كنتَ مثل هيكل عظمي.
هكذا خاطبتني مباشرة وبدون أي مقدمات .. ضحكت، ثم قبلت رأسها .. استرسَلت بعدها في أحاديث غير مترابطة، تحكي عن أبنائها وعن فلان وفلانة .. لاشيء منطقي في تنقلها من موضوع إلى آخر، بلا أي رابط ..
عندما يهرم الإنسان يصير مثل الطفل الصغير، عليك فقط أن تسايره وتدخل إلى عالمه، كما هو .. الفرق أنك حينما تنظر إلى الطفل وتدخل إلى عالمه فإنك تتطلع إلى مستقبله، وفي ذلك متعة .. أما من بلغ من العمر أرذله، فإن نظرتك إليه ودخولك عالمه يحيلك ...
- صرت أكثر وسامة .. في زيارتك الماضية كنتَ مثل هيكل عظمي.
هكذا خاطبتني مباشرة وبدون أي مقدمات .. ضحكت، ثم قبلت رأسها .. استرسَلت بعدها في أحاديث غير مترابطة، تحكي عن أبنائها وعن فلان وفلانة .. لاشيء منطقي في تنقلها من موضوع إلى آخر، بلا أي رابط ..
عندما يهرم الإنسان يصير مثل الطفل الصغير، عليك فقط أن تسايره وتدخل إلى عالمه، كما هو .. الفرق أنك حينما تنظر إلى الطفل وتدخل إلى عالمه فإنك تتطلع إلى مستقبله، وفي ذلك متعة .. أما من بلغ من العمر أرذله، فإن نظرتك إليه ودخولك عالمه يحيلك مباشرة إلى ماضيه .. العينان نفسهما، النظرة نفسها، الحركات المتكررة نفسها، والشخص هو هو نفسه، لكنه رغم ذلك مختلف، مختلف إلى درجة التحول ..
كانت تلك هي المرة ماقبل الأخيرة التي أراها فيها، قبل أن تنطفئ الى الأبد، وتأخذ معها كل حكاياتها ودعواتها .. هكذا بكل بساطة، كأنها لم تكن يوما، كأن كل شيء كان حلما، قصيرا، سريعا، أفضى فجأة إلى واقع فارغ وفج بدونها ..لتفرغ الدار من عمادها، والأرض من قِبلتها التي كانت تجمع كل شتات العائلة عندها ومن أجلها .. ثم لتصير الدار الكبيرة مجرد دار أخرى، والأرض مجرد تراب آخر ..
أقسى ما تركته خلفها هو الفراغ الذي خلفه غيابها.. الوجع الشديد كلما فتحت غرفتها ونظرت إلى سريرها الفارغ إلا من ذكراها.. كل شيء في بيتها يحيلك إلى نفس الوجع .. أشياؤها، كرسيها، صورتها على الجدار، خزانة ملابسها، قفطانها الأخضر الذي كانت تحب والذي قالت مرارا أنها تحتفظ به لتلبسه في يوم عرسي، هي التي طالما ألحت علي وعلى أمي أن تزوجني .. وجع في كل أركان البيت، دموع على كل العيون، ألم الفراق، ألم الخوف من وقوع سابق في التقصير، ألم الخوف من الوحدة، من النسيان، من الفراغ، من المجهول، من الموت نفسه، القادم حتما مرة أخرى، ولو بعد حين ..
أظهر الكل ..